إسم الكتاب : أحكام الرضاع في فقه الشيعة ( عدد الصفحات : 192)
الرسول الأعظم مرجعا للأمة ، ولقد أشار الكتاب الكريم إلى أهميّة الربط الرضاعي ، حيث أنّه عدّه في سياق الرّبط النسبي الموجب لحرمة نكاح الأمهات والأخوات حيث قال عز من قائل : * ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وبَناتُكُمْ وأَخَواتُكُمْ وعَمَّاتُكُمْ وخالاتُكُمْ وبَناتُ الأَخِ وبَناتُ الأُخْتِ وأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وأَخَواتُكُمْ مِنَ الرَّضاعَةِ ) * . [1] . كما وقد اهتمت به السنة الشريفة ، وأحاديث العترة الطَّاهرة ، فورد حوله وحول أحكامه عشرات الرّوايات والأخبار ، منها ما روي عن النّبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله عن طرق الفريقين [2] . قوله صلَّى اللَّه عليه وآله : « يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب » . ولهذا قد اهتم فقهاؤنا العظام بمسألة الرضاع على مرّ تاريخ الفقه الإسلامي ، وعمدوا على تشييد قاعدة في الرضاع يرجع إليها في التفريعات المناسبة ، وكانت من أهم القواعد الفقهيّة . وكان ممن تصدى لتحقيق هذه القاعدة وتشييد مبانيها من فجع الإسلام والمسلمون والأوساط العلميّة بفقده [3] بفاجعة عظيمة في عصرنا
[1] نساء : 23 . [2] وسائل الشيعة ج 20 ص 371 في الباب 1 من أبواب ما يحرم بالرضاع ، ح 1 و 7 - طبع مؤسسة آل البيت قم سنة 1412 ه - ق . والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ج 1 ص 453 مادّة « حرم » عن البخاري ، ومسلم ، وغيرهما عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم . [3] قد ارتحل سيّدنا الأستاذ ( قدّس سرّه ) الى جوار ربّه الكريم في 8 صفر سنة 1413 ه - في النجف الأشرف ، وكانت ولادته في 15 رجب سنة 1317 ه - في بلدة ( خوي ) من بلاد آذربيجان .