علاج التعارض وعلاج هذا التعارض انّما هو بالجمع العرفي بين الروايتين المشتملتين على التحديدين المذكورين ، بحمل كل منهما على كفاية الحد الذي تضمنته في نشر الحرمة إذا تحقق قبل الحد الآخر ، فتكون النتيجة هو ان الحد أحدهما على سبيل منع الخلو ، ويكون التصرف في كل منهما برفع اليد عن ظهوره في التعيين وحمله على التخيير ، بقرينة الآخر ، والا لكان ذكر الآخر لغوا ، وهو مستحيل على الحكيم ، هذا . مع انّ الصناعة في خصوص المقام تقتضي الحمل على ما ذكرنا ، وذلك لموافقة كل منهما للكتاب أو السنة ، في مورد المعارضة مع الآخر ، فيكون الترجيح معه ، بيان ذلك ، ان اخبار التحديد بالعشر [1] يعارضها التحديد بالزمان [2] فيما لو تحقق الرضاع بالعدد المذكور قبل تحقق الزمان المذكور ، فان مقتضى التحديد بالعدد الخاص تحقق الحرمة ، ومقتضى التحديد بالزمان الخاص عدم الحرمة ومع التعارض يكون الترجيح مع روايات التحديد بالعدد الخاص لموافقتها لمطلقات الكتاب [3] لو تمت ، والَّا فتكون موافقة لمطلقات السنة [4] ورواية التحديد بالزمان الخاص يعارضها التحديد بالعدد الخاص ، فيما إذا تحقق الرضاع في الزمان الخاص قبل كمال العدد ، كما إذا ارتضع الطفل في اليوم والليلة تسع رضعات أو أقل ، فإنّ
[1] الوسائل : ج 20 ص 374 الباب 2 ، مما يحرم بالرضاع ، ط المؤسسة . [2] الوسائل : ج 20 ص 374 الباب 2 ، مما يحرم بالرضاع ، ط المؤسسة . [3] سورة النساء الآية : 23 . [4] الوسائل : ج 20 ص 388 الباب 6 ، مما يحرم بالرضاع ح 1 و 4 ، ط المؤسسة .