[ كلمة محمد مهدي الخلخالي حول الكتاب ] بسمه تعالى أحمده تبارك وتعالى على نعمه وآلائه وأصلَّي وأسلم على أشرف بريّته ، وخير خلقه ، وخاتم رسله محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله الطيبين الطَّاهرين الذين ارتضعوا من ثدي الرسالة النبوية لبانة الوحي الإلهية . أما بعد فقد حظيت مسألة الرضاع في الفقه الإسلامي بمنزلة هامة ، وأهميّة فائقة ، فإن الرضاع لحمة كلحمة النسب [1] ، يحرم به ما يحرم بالنسب ، وله ربط وثيق بحرمة النكاح ، فان ربط الرضاعة بين الرضيع والمرضعة يكون كربط النسب بين الولد والوالدة ربط تكوين واشتقاق ، وليس ذلك إلَّا لسريان حقيقة الأصل في فروعه ، والرضاع بشرائطه له تأثير في ذلك الربط الأصيل ، وان كان أضعف من النسب ، ومن هنا أوسع اللَّه تعالى لنا دائرة القرابة بإلحاق الرضاع بها ، لان بدن الرضيع يتكون من لبن المرضعة ، ولذلك يرث منها الطباع والأخلاق ، كما يرث منها ولدها الذي ولدته ، وحيث أنا لم نحط علما بتأثير الرضاعة ، ولا في مقدارها ولا شرائطها ولا شرائط المرضعة ولا الرضيع ، فلا بد وأن نقتصر على ما ورد به النص الشرعيّ ، ونرجع فيما شك الى ما تقتضيه الأصول والقواعد العامّة ، وقد اختلفنا مع سائر المذاهب في جملة من الشروط ، ومن المعلوم ان مذهب أئمّة أهل البيت عليهم السّلام هو الحق الذي لا ريب فيه ، فإنّهم المطهّرون من الدنس والخطأ ، والمرتضعون من ثدي الرسالة وهم أحد الثقلين الذين تركهما