نام کتاب : منتهى المطلب ( ط.ج ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 11
بها ، الفائز صاحبها بالسّهم المعلَّى من السّعادة ، والمتخلَّص من مراتب الشّقاوة ، فشرعنا في عمل هذا الكتاب المحتوي على المسائل اللَّطيفة ، والمباحث الدّقيقة الشّريفة ، وإن كان أصحابنا المتقدّمون وعلماؤنا السّابقون - رضوان اللَّه عليهم - قد أوضحوا سبيل كلّ خير ونهجوا طريق كلّ فائدة ، خصوصا شيخنا الأقدم ، والإمام الأعظم ، المستوجب للكرامة ، والمستحقّ لمراتب الإمامة ، أبو جعفر محمّد بن الحسن الطَّوسي - قدّس اللَّه روحه الشّريفة - فإنّه الواصل بنظره الثّاقب إلى أعظم المطالب ، ولمّا انتقل إلى جوار الرّحمن ، ونزل بساحة الرّضوان ، درس هذا العلم بعده ، وطمست معالمه ، وانمحت مراسمه ، ولم يتعلَّق المتأخّرون بعده إلَّا بفوائده ، ولم يغترفوا إلَّا من بحر فرائده ، ولم يستضيئوا إلَّا بأنواره ، ولم يستخرجوا إلَّا درر نثاره ، إلَّا انّ في أصحابنا المتأخّرين عنه زمانا ، من استنبط بنظره ما لم يثبته في كتبه ، وإن كان يسيرا لا اعتداد [1] به ، فوضعنا هذا الكتاب الجامع لتلك الفوائد ، والحاوي لتلك الفرائد . هذا مع انّ كتابنا هذا لا يخلو عن مطالب دقيقة ، ومباحث عميقة ، لم توجد في شيء من صحف الأوّلين ، ولم تسطر في دفاتر الأقدمين ، ممّا استنبطناه من فكرنا ونظرنا ، ومن اللَّه تعالى نستمدّ المعونة والتّوفيق ، وأن يجعل ذلك خالصا لوجهه ، عليه توكَّلت وإليه أنيب .