نام کتاب : مصباح المتهجد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 860
ومن ناحية أخرى فإن لشيخنا الطوسي الكثير من التصانيف والمؤلفات الفقهية وغير الفقهية ، وطبع هذه المؤلفات يستلزم منا تكرار حياته في جميعها ، فلا أري في هذا أي فائدة تذكر ، ولكن في منهجنا أننا نفرد لحياة المؤلفين مجلدا كاملا يحتوي على حياتهم بصورة تفصيلية وهو كما عملناه في سلسلة الينابيع الفقهية حيث سنفرد جلدا كاملا لحياة أربعين مصنفا مع تآليفهم . ختاما أدعو الله مخلصا أن يوفق الجميع لاحياء تراث آل البيت عليهم السلام والله خير مجيب للدعاء . منهجنا في التحقيق : في بداية الأمر لا بد لي أن أذكر سبب اختياري لكتاب مصباح المتهجد وسلاح المتعبد للشيخ أبي جعفر الطوسي رضوان الله تعالى عليه فأقول : لما كانت فطرة الإنسان تفتقر إلى الكمال ، وأن شعور النقص إحساس مركب في الطبع البشري يتضح جليا في طلب الطفل لثدي أمه منذ الولادة . ولما كان الإنسان عاجزا عن تلبية طلباته وحل مشكلاته بنفسه ، من هنا كانت الحاجة ماسة للتوجه إلى الخالق المتكفل بمخلوقه ، ومد يد التضرع والابتهال إليه تعالى ليكون عونا لهذا المخلوق الضعيف العاجز أمام القدرة العظيمة للخالق المتفرد بالعبودية . ومنذ بداية اشتغالي بتحصيل العلوم الدينية كنت مشغوفا بالدعاء ، مؤمنا كل الايمان بأن الاستجابة لا ريب فيها لو توجه المؤمن بكل نفسه وقلبه وكيانه منصهرا ومتصلا بخالقه القادر ، ويعود الفضل في ذلك إلى أستاذي الكبير علي أكبر دامغاني ، فهو الذي شجعني وإخواني طلبة الحوزة وشوقني حيث كان يشكل مجالس وتجمعات - في أثناء درسه - خاصة بالأدعية والابتهال ، فكنت آنذاك أشعر بحالة روحانية سامية ينسي فيها الإنسان نفسه ويغيب عن عالمه المادي هذا متصلا بعالم
860
نام کتاب : مصباح المتهجد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 860