وإذا تذكّرنا موقف المصنّف المتطرّف من العمل بروايات الواقفة ، وعدم اعتباره لها ، فيحسن بنا أن لا نطيل الحساب مع المصنّف في بقية رجال السند ، لكن من الخير تنبيه القارئ إلى أنّ عدّ الرجل من الواقفة أي من الذين وقفوا على إمامة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، وهو مذهب نشأ سنة 183 وهي سنة وفاة الإمام موسى ، فرواية محمد بن عبد الله بن غالب عن محمد الحلبي ممكنة ، لأنّ محمد بن عبيد الله الحلبي يروي عن عبد الله بن سنان ، ويروي عنه الحسن بن علي بن فضال المتوفى سنة 224 ، فيكون محمد بن عبد الله بن غالب في طبقة ابن فضال المذكور ، فمن البعيد غايته أن يثبت أبان المتوفى سنة 141 حديثاً عن محمد بن عبد الله بن غالب الذي هو متأخّر عنه بطبقتين فلاحظ ، على أنّ من الطريف أن يكون عبد الله بن سنان الذي ينتهي به سند الحديث هو يروي عن أبان بن تغلب ، لا انّ أبان بن تغلب يروي عنه ، فلاحظ مدى التخليط والخبط في هذا السند .
3 - وسند الحديث الثالث : أبان ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن عبيس بن هشام ، عن أبان بن عثمان ، عن مسمع كردين ، عن أبي عبد الله عليه السلام . . . والقاسم بن إسماعيل مردد بين اثنين : أحدهما الأنباري وهو يروي عن الحسن بن علي ويروي عنه جعفر بن محمد كما في معجم رجال الحديث ، والثاني هو القرشي ، وكان من الواقفة ، والأوّل ليس هو المراد بقرينة الراوي والمروي عنه ، والثاني لا يعتمد على روايته لا لكونه من الواقفة فحسب ، بل لأنّه كان كذّاباً ، فالرجل من الضعفاء كما في معجم رجال الحديث 14 : 14 .
ثم انّ عبيس بن هشام وهو الناشري توفي سنة 220 أو قبلها بسنة ، فكيف يعقل أن يدوّن أبان المتوفى سنة 141 حديثاً عن القاسم بن إسماعيل الراوي عن

65