ولا أظنني بحاجة ماسة إلى مناقشة الشيخ الحر رحمه الله في هذه الدعوى ، بعد ما سبق منّي حول أخبار ( المستطرفات ) ، فمن أين استفاد تلك الشهادة بالصحة والثبوت والاعتبار ؟ ولعلّه استفادها من نعت المصنّف ، للمشيخة بالمصنّفين ، وللرواة بالمحصّلين ، وهذا لا يضفي على كتبهم ، أيّ لون من ألوان الاعتبار فلاحظ .
فرحم الله شيخنا الحرّ وكأنّه لم يلحظ عنوان ( المستطرفات ) حيث جعله المصنّف ( باب النوادر ) ، كما لم يستحضر في حينه رأي المصنّف في عدم العمل بما يُثبت في ( أبواب النوادر ) ولعلّ له عذر فلا ألوم ، ولكنّي أقول أنّ معاصره العلامة المجلسي كان أكثر اعتدالاً في موقفه من أخبار ( المستطرفات ) حين عدّ كتاب السرائر من جملة مصادر موسوعته الكبرى ( بحار الأنوار ) وقال :
وقد أورد - ابن إدريس - في آخر ذلك الكتاب باباً مشتملاً على الأخبار . . . وفيه أخبار غريبة ، وفوائد جليلة . . . [1] .
على أنّ مدح كتاب السرائر بقوله : وكتاب السرائر لا يخفى الوثوق عليه وعلى مؤلّفه على أصحاب البصائر [2] .
وحتى شيخ الطائفة المغفور له الشيخ مرتضى الأنصاري قدس سره الذي ناقش آراء المصنّف في بعض المسائل ، فقد أخرج في كتابه الرسائل عن المستطرفات [3] وفي كتابه المكاسب أيضاً .

[1] - بحار الأنوار 1 : 16 ، ط الجديد .
[2] - بحار الأنوار 1 : 33 .
[3] - فرائد الأصول : 68 .

23