وانتظار الصلوات لوقتها ، ورجل أدرك حين أدرك وكانت قوته وشبابه ونشاطه في ما يحب الله ويرضى من الأعمال ، ورجل ذكر الله تعالى والمعاد إليه ففاضت عيناه دموعاً من خشية الله ، ورجل لقي أخاه المؤمن فقال : أنا والله أحبك في الله ، فقال له أخوه المؤمن : أنا والله أحبك فيالله ، فتصادقا على ذلك [1] .
37 - قال : وحدّثني هذيل بن حيان الصيرفي [2] ، عن أخيه جعفر بن حيان الصيرفي [3] قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت : يجيئني الرجل فيشتري منّي الدراهم بالدنانير ، فأخرج إليه بدرة فيها عشر آلاف درهم فينظر إلى الدراهم وأقاطعه على السعر وأقول له : قد بعتك من هذه الدراهم خمسة آلاف درهم بهذا السعر بخمسمائة دينار ، فيقول : قد ابتعتها منك ورضيت ، فيدفع إليّ كيساً فيه ستمائة دينار فأقبضه منه ، ويقول لي : قد وهبت لك من هذه الستمائة دينار خمسمائة دينار ثمن هذه الخمسة آلاف درهم ، فأقبض الكيس ولم يوازنني ولم يناقدني الدراهم ولم أوازنه ولم أناقده الدنانير في ذلك المجلس ، ثم يجيئني بعد فأوازنه وأناقده ، قال : فقال لي : أليس في البدرة التي أخرجتها الوفاء بالخمسة آلاف درهم ، وفي الكيس الذي دفع إليك الوفاء بخمسمائة دينار ؟ قال : فقلت : نعم إنّ فيها الوفاء وفضلاً ، قال : فقال : لا بأس بهذا إذاً [4] .

[1] - الوسائل 3 : 481 أخرج هذا الحديث الشيخ الصدوق في كتابه الخصال ( ص 311 ط الحيدرية بتقديمي ) بسندين مرفوعين عن النبي ( ، وبينهما وبين ما في المتن تفاوت يسير فراجع .
[2] - هذيل بن حيان الصيرفي : مجهول الحال ، وهو أخو جعفر بن حيان الآتي .
[3] - جعفر بن حيان الصيرفي الكوفي أخو هذيل من أصحاب الصادق ( كما ذكره الطوسي والبرقي في رجاليهما .
[4] - الوسائل 12 : 466 .

158