وأروي أن حق [1] المعرفة أن يطيع ولا يعصي ويشكر ولا يكفر . وروي أن بعض العلماء سئل عن المعرفة ، هل للعباد فيها صنع ؟ فقال : لا . فقيل له : فعلى ما يثيبهم ؟ فقال : من عليهم بالمعرفة ، ومن عليهم بالثواب [2] ، ( ثم مكنهم ) [3] من الحنيفية التي قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله : ( واتبع ملة إبراهيم حنيفا ) [4] فهي عشر سنن : خمس في الرأس ، وخمس في الجسد ، فأما التي في الرأس : فالفرق ، والمضمضة ، والاستنشاق ، وقص الشارب ، والسواك ، وأما التي في الجسد فنتف [5] الإبط ، وتقليم الأظافير ، وحلق العانة ، والاستنجاء ، والختان [6] . وإياك أن تدع الفرق ، إن كان لك شعر ، فقد روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : " من لم يفرق شعره ، فرقه الله بمنشار من النار في النار " [7] . فإن وجدت بلة في أطراف إحليلك ، وفي ثوبك ، بعد نتر [8] إحليلك وبعد وضوئك ، فقد علمت ما وصفته لك [9] ، من مسح أسفل أنثييك ونتر إحليلك ثلاثا ، فلا تلتفت إلى شئ منه ، ولا تنقض وضوءك له ، ولا تغسل منه ثوبك ، فإن ذلك من الحبائل [10] والبواسير [11] .
[1] ليس في نسخة " ش " [2] قرب الإسناد : 151 ، باختلاف في ألفاظه ، وفيه : عن أبي الحسن الرضا عليه السلام . [3] في نسخة " ض " : ولكنها ، وفيها بياض قدر ستة أسطر . [4] النساء 4 : 125 [5] في نسخة " ض " و " ش " : فنبط ، تصحيف ، صوابه ما أثبتناه من هامش نسخة " ض " [6] رواه الصدوق في الهداية : 17 ، وفيه من : " قال الله عز وجل لنبيه . . " ، وفي الخصال : 271 / 11 ، مسندا إلى الإمام الكاظم عليه السلام ، وفيه " خمس من السنن في الرأس " ، وروى نحوه القمي في تفسيره 1 : 5 9 ، وأخرج المجلسي في البحار 76 : 67 في باب " السنن الحنيفية " عدة أحاديث بهذا المضمون . [7] الهداية : 17 ، والفقيه 1 : 76 / 330 ، وقرب الإسناد : 34 . [8] النتر : جذب الشئ بجفوة ، ومنه نتر الذكر في الاستبراء ، وهو استخراج بقية البول منه . " مجمع البحرين - نتر - 3 : 487 " . [9] كذا ، ولم يتقدم منه شئ . [10] الحبائل : عروق ظهر الإنسان ، وحبائل الذكر عروقه ، انظر " مجمع البحرين - حبل 5 : 348 " . [11] ورد مؤداه في الهداية : 18 ، والكافي 3 : 19 / 1 و 2 ، والتهذيب 1 : 28 / 71 ، والاستبصار 1 : 49 / 137 .