وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " ليس مني من استخف بصلاته ، لا يرد علي الحوض لا والله ، ليس مني من شرب مسكرا [1] ، لا يرد علي الحوض لا والله " [2] . فإذا أردت أن تقوم إلى الصلاة ، فلا تقوم إليها متكاسلا ولا متناعسا و لا مستعجلا ولا متلاهيا ، ولكن تأتيها ( على السكون ) [3] والوقار والتؤدة ، وعليك الخشوع والخضوع ، متواضعا لله عز وجل متخاشعا ، عليك خشية ، وسيماء الخوف ، راجيا خائفا بالطمأنينة على الوجل والحذر ، فقف بين يديه كالعبد الآبق المذنب [4] بين يدي مولاه ، فصف قدميك وانصب نفسك ولا تلتفت يمينا وشمالا ، وتحسب كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، ولا تعبث بلحيتك ولا بشئ من جوارحك ، ولا تفرقع أصابعك ولا تحك بدنك ، ولا تولع بأنفك ولا بثوبك ، ولا تصل وأنت متلثم [5] . ولا يجوز للنساء الصلاة وهن متنقبات ، ويكون بصرك في موضع سجودك ما دمت قائما ، وأظهر عليك الجزع والهلع والخوف ، وارغب مع ذلك إلى الله عز وجل ، ولا تتكئ مرة على إحدى رجليك ومرة على الأخرى ، وصل [6] صلاة مودع ترى أنك لا تصلي أبدا [7] . واعلم أنك بين يدي الجبار ، ولا تعبث بشئ من الأشياء ، ولا تحدث بنفسك [8] وأفرغ قلبك ، وليكن شغلك في صلاتك [9] . وأرسل يديك ، ألصقها [10] بفخذيك . فإذا افتتحت الصلاة فكبر ، وارفع يديك بحذاء أذنيك ، ولا تجاوز بإبهاميك
[1] في نسخة " ض " زيادة : و . [2] الفقيه 1 : 132 / 617 . [3] في نسخة " ض " : بالسكون . [4] في نسخة " ش " : المريب . [5] في نسخة " ش " : ملتثم . [6] في نسخة " ض " : وتصلي . [7] ورد مؤداه في الفقيه 1 : 197 / 917 ، والكافي 3 : 299 / 1 . [8] كذا والظاهر أن الصواب : نفسك . [9] ورد مؤداه في الفقيه 1 : 198 / 917 ، والهداية : 39 ، والكافي 3 : 299 / 1 . [10] ليس في نسخة " ش " .