نام کتاب : غنية النزوع نویسنده : ابن زهرة الحلبي جلد : 1 صفحه : 57
معاوي أننا بشر فأسجح * فلسنا بالجبال ولا الحديدا ( 1 ) . والشواهد على ذلك كثيرة ، وعطفها على موضع الرؤوس ) ( 2 ) أولى من عطفها على الأيدي لاتفاق أهل العربية على أن إعمال أقرب العاملين أولى من إعمال الأبعد ، ولهذا كان رد عمرو في الإكرام إلى زيد أولى من رده في الضرب إلى بكر من قولهم " ضربت زيدا وأكرمت بكرا وعمرا " ومثله " أكرمت وأكرمني عبد الله وأكرمني وأكرمت عبد الله " فإن إعمال أقرب الفعلين من الاسم فيه أولى من إعمال الأبعد . وبذلك جاء القرآن قال الله تعالى : * ( آتوني أفرغ عليه قطرا ) * ( 3 ) ، و * ( هاؤم اقرؤا كتابيه ) * ( 4 ) ، و * ( أنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا ) * ( 5 ) ، فإن العوامل في المنصوب في ذلك كله أقرب الفعلين إليه . وأيضا فقد بينا أن القراءة بالجر لا يحتمل سوى المسح ، فيجب حمل القراءة بالنصب على ما يطابقها ، لأن قراءة الآية الواحدة بحرفين يجري مجرى الآيتين في وجوب المطابقة بينهما . ويحتج على المخالف بما روي من طرقهم من أنه صلى الله عليه وآله وسلم بال على سباطة قوم ثم توضأ ومسح على قدميه ونعليه . ( 6 ) وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : ما نزل القرآن
1 - من أبيات لعقبة بن الحارث الأسدي يخاطب بها معاوية بن أبي سفيان يشكو إليه جور عماله . لاحظ الأبيات في الفتوح لابن أعثم الكوفي 4 / 225 والعقد الفريد : 1 / 52 في اللؤلؤة في السلطان وفيه عدم عقيبة الأسدي ( مصغر عقبة ) على معاوية ورفع إليه رقعة فيها هذه الأبيات وبعده : أكلتم أرضنا فجردتموها * فهل من قائم أو من حصيد وقد استدل بالبيت على جواز العطف على المحل ، السيد المرتضى في الإنتصار : 23 والطبرسي في مجمع البيان : 3 / 165 في ذيل الآية 6 من سورة المائدة ، وابن رشد في بداية المجتهد : 1 / 15 . 2 - ما بين القوسين سقط عن نسخة ج وس . 3 - الكهف : 96 . 4 - الحاقة : 19 . 5 - الجن : 7 . 6 - سنن البيهقي : 1 / 101 و 286 باختلاف يسير ; جامع الأصول : 8 / 55 و 139 ، التاج الجامع للأصول : 1 / 92 ونقله الطبرسي في مجمع البيان : 3 / 167 قال ابن منظور في لسان العرب : السباطة : الكناسة ، وفي الحديث إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى سباطة قوم فبال فيها . . . والسباطة : الموضع الذي يرمى فيه التراب والأوساخ .
57
نام کتاب : غنية النزوع نویسنده : ابن زهرة الحلبي جلد : 1 صفحه : 57