نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 87
إلى أطراف البلاد ، لا يجب أن يلحقوا به في العصمة ، وإن لحقوا به في أن المعلوم من حاله وحالهم أنه لا بد من أن يؤدي ما يحمله ولا يكتمه . والذي يوضح ذلك أن أداء الرسول صلى الله عليه وآله يقترن به تعظيمه وإجلاله ، وارتفاع قدره ومنزلته ، لأن المعجز الظاهر على يده يقتضي ذلك فيه . وليس كذلك أداء من يؤدي عنه ويؤدي إلينا من الأمة شرعه ، لأن ذلك الأداء لا يقتضي تعظيما ولا إجلالا ، ولا الدليل المؤمن لهم من خطائهم فيه يقتضي فيهم رفع منزلة ولا قدر ، كما كان ذلك كله في المعجز . وكيف يكون من علمنا صدقه ؟ لأن الله تعالى صدقه وحقق دعواه ، بأن خرق العادة على يده ، كمن علمنا صدقه ، بأن العادة لم تجر ممن جرى مجراه بالكذب . ولهذا جاز أن يؤدي إلينا عنه المؤمن والكافر والبر والفاجر ، ولا يجوز مثل ذلك في أدائه . وإذا اقترن الأداء بما أوضحناه جاز أن يعتبر في أداء من وقع منه الأداء على جهة الاعظام والاجلال ، ما يكون معه أقرب إلى القبول والامتثال من عصمته وطهارته ونزاهته ، وتعدينا ذلك إلى نفي الأخلاق المستهجنة عنه والخلق المستقلة . وكل هذا لا يراعى فيمن ينقل عنه ويروي شرعه ، وعمن [1] لا يؤمن إيمانه ولا عدالته . كيف تراعى عصمته وقد مثل الشيوخ ما يذهبون إليه في هذه المسألة بالواعظ الداعي إلى الله تعالى ، في أنه متى كان متناسكا مظهرا للنزاهة والطهارة كان الناس أقرب من قبول قوله ووعظه . وإذا كان متجرما متهتكا نفس ذلك عنه وقل السكون إليه .