responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 77


التواتر وظواهر القرآن في كل ما يلزمنا ويجب علينا . وإذا ثبت بذلك لم يبق بعده إلا الروايات المتداولة بيننا .
الكلام على ذلك : اعلم أنه تعالى إذا علم أن في مقدار [1] عباده أفعالا ، متى وجدت أوقعت [2] منهم أفعال واجبة في العقل ، ومتى لم يفعلوها لم تقع منهم تلك الأفعال الواجبة ، فلا بد من إعلامهم بذلك ليفعلوه ، لأن ما لا يقع الواجب إلا معه يجب في العقل كوجوبه .
وكذلك إذا علم من جملة مقدوراتهم ما إذا وقع منهم وجدت أفعال قبيحة من جهتهم لا توجد متى لم يقع ما ذكرناه فلا بد من إشعارهم بذلك ، لأن ما يقع القبيح عنده ، ولولاه لم يقع لا يكون إلا قبيحا ، ويجب اجتنابه والامتناع منه .
وإذا كان المكلفون لا يعرفون بعقولهم صفة ما لا يقع الواجب أو القبيح عنده والتمييز بينه وبين غيره ، فواجب على الله تعالى المكلف لهم المعرض للثواب والنفع أن يعلمهم بما ذكرناه ، كما يجب أن يمسكهم ويزيح عللهم بالأسباب وغيرها .
وإذا لم يجز أن يعلمهم ذلك باضطرار ، لأنه لا يمتنع أن يتعلق كون هذه الأفعال مصلحة لنا ، بأن يكون العلم بصفاتها يرجع إلى اختيارنا ، كما نقوله في المعرفة بالله تعالى .
وأن كونها لطفا موقوف على أفعالنا ، ولا تقوم الضرورة مقام الاختيار ، فلا بد من وجوب إرسال من يعلمهم بذلك .
ولهذا نقول : إن بعثة الرسول من كان فرض بها ما ذكرنا ، فإن وجوبها تابع لحسنها ، ولا بد من أن يكون المرسل لتعريف هذه المصالح ممن يعلم



[1] ظ : مقدور .
[2] ظ : وقعت .

77

نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست