نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 438
وتأملها وبيان قصور منزلتها عن منزلة القرآن . فأما هذا الكلام المسطور المحكي في المسألة كلام لا فصاحة له ولا بلاغة فيه ، ولا يتضمن معنى دقيقا ولا جليلا ، فكيف يعارض به ويقابل ما هو في غاية الفصاحة والكلفة والتحمل فيه ظاهر . وأين قوله ( لقد أتيناك المفخر ) من قوله ( إنا أعطيناك الكوثر ) ؟ وأين قوله ( فتهجد لله وأشهر ) من قوله ( فصل لربك وانحر ) ؟ وأين قوله ( فاصبر فعدوك الأصغر ) من قوله ( إن شانئك هو الأبتر ) ؟ ومن له أدنى علم بفصاحة وبلاغة لا يعد هذا الذي تكلف وأمارات الكلفة والهجنة فيه بادية فصيحا ولا بليغا بل ولا صحيحا مستقيما . فأما ( الكوثر ) فقد قيل : إنه نهر في الجنة . وقيل : إن الكوثر النهر بلغة أهل السماوة . وقيل : إن الكوثر إنما أراد به الكثير ، فكأنه تعالى قال : إنا أعطيناك الخير الكثير . وهو أعجب التأويلين إلي ، وأدخل في أن يكون الكلام في غاية الفصاحة ، فإن العبارة عن الكثير بالكوثر من قوي الفصاحة . وقوله ( فصل لربك وانحر ) أن استقبل القبلة في نحرك ، وهو أجود التأويلات في هذه اللفظة من أفصح الكلام وأبلغه وأشده اختصارا ، والعرب تقول : هذه منازل تتناحر . أي تتقابل . وقال بعضهم : أبا حكم هل أنت عم مجالد وسيد أهل الأبطح المتناحر فأما قوله ( إن شانئك هو الأبتر ) فمن أعجب الكلام بلاغة واختصارا وفصاحة ، وكم بين الشاني والعدو في الفصاحة وحسن العبارة . وقيل : إن الأبتر هو الذي لا نسل له ولا ذكر له من الولد ، وأنه عني بذلك العاص بن وايل السهمي . وقيل : إن الأبتر هاهنا هو المنقطع الحجة والأمل والخير ، وهو أحب إلي وأشبه بالفصاحة .
438
نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 438