نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 435
لأن الملك يقال : إنه إذا تجسد وتصور فإنه يتصور بأحسن الصور . وأما الوجه الآخر : إن اعتقاد النسوة ليس بحجة ، لأنهن قد اعتقدن الباطل والحق ، فلو وقع منهن ما يدل صريحا على تفضيل الملائكة على الأنبياء لم تكن حجة . وأما ترغيب إبليس لآدم وحواء عليهما السلام في أن يصيرا ملائكة بأن يتناولا من الشجرة ، فغير دال أيضا على خلاف مذهبنا . وليس بمنكر أن يريد بقوله ( إلا أن تكونا ملكين ) أن المنهيين عن تناول الشجرة هم الملائكة دونكما ، كما يقول أحدنا لغيره : ما نهيت أنت عن كذا إلا أن تكون فلانا . وإنما يعني أن المنهي هو فلان دونك ، ولم يرد بقوله أن تكون أن تصير فلانا وتنقلب خلقتك إلى خلقة فلان . فمن ين للمخالف أن قوله تعالى ( إلا أن تكونا ملكين ) المراد أن ينقلبا ويصيرا دون ما ذكرناه . وإذا كان اللفظ محتملا فلا دلالة في الآية . وقد كنا أملينا مسألة مفردة في تفضيل الأنبياء على الملائكة ، استقصينا الكلام فيها ، وقلنا في استدلالهم علينا هذا الذي حكيناه : إن إبليس إنما رغبهما في أن ينتقلا إلى صفة الملائكة وخلقها . وهذه الرغبة لا تدل على أن الملائكة أفضل منهما في الثواب الذي فيه الخلاف . ألا ترى أن المنقلب إلى خلقة غيره ، لا يجب أن يصير على مثل ثوابه بالانقلاب إلى صورته وخلقته ، كما رغبهما أن يكونا من الخالدين . وليس الخلود مما يقتضي مزية ، وإنما هو نفع عاجل ، فلا يمتنع أن تكون الرغبة منهما أن يصيرا ملكين على هذا الوجه . وذكرنا أيضا في تلك المسألة وجها مليحا غريبا يلزم المعتزلة ، وهم مخالفونا
435
نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 435