نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 389
الجواب : إعلم أن كونه تعالى مريدا تابع للداعي لا محالة ، لأن ما دعاه تعالى إلى أفعال يدعوه إلى فعل الإرادة لها . لأنا قد بينا أن داعي الفعل والإرادة واحد لأن ما دعى زيدا إلى الأكل يدعوه إلى فعل إرادة الأكل . وهذه الإرادة مؤثرة في الفعل ، لأنه بها ومن أجلها يقع على وجه دون آخر . ألا ترى هذا الفعل إنما يكون مفعولا لأجل الداعي ومتوجها غيره ( 3 ) بالإرادة ، لأنا قد بينا أنه لا يكفي في كون الفعل مفعولا للداعي ، أن يعلم الفاعل للداعي وإن لم يقصد بالفعل ذلك الوجه . وهذه الإرادة المؤثرة لا تجوز أن تكون هي إرادة الحدوث المجرد ، بل إرادة حدوثه على ذلك الوجه المخصوص ولا يلزم على هذا أن تحتاج الإرادة إلى إرادة ، لأن الإرادة لا تقع على وجوه مختلفة ، فتحتاج إلى ما يؤثر في وقوعها على بعض تلك الوجوه . وليس كذلك الفعل ، لأنه قد يقع على وجوه مختلفة فإذا حصل في بعضها فلا بد من مؤثر في وقوعه على ذلك الوجه . وقد ذكرنا هذا المعنى ووضح وضوحا يزيل كل شبهة . فأما ذكر الخبر والأمر ودعوى رجوع كونهما كذلك إلى الصيغة والداعي فمن البين الفساد ، فلا يجوز أن يكون لها حظ في هذه الصفات : لأنها توجد مع فقدها . ألا ترى أن صيغة الخبر والأمر تقع من الهاذي والمجنون وتقع صيغة الأمر من المتعدد المبيح والمتحدي .
( 1 ) ظ : دون غيره .
389
نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 389