نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 388
على أن أصحابنا يقولون : إن الله تعالى أراد انتفاع الخلق بالمنافع فيمكن أن يقال : إن الغرض بذلك سروره . وإنما يقولون : إنه أراد إحداث المنافع للانتفاع ويعنون كداعي الانتفاع . وهذا رجوع إلى الداعي ، لأنه سبحانه لو أراد وإحداث المنافع لا ينتفع بها لم تحصل المسرة إن حصلت بذلك ، فإنما تحصل بالداعي لا بالإرادة . على أن هذا الغرض ليس بحاصل في خلق المنافع للبهائم . وأما الأغراض الراجعة إلى الفاعل ، فهي أن ليس بالإرادة ، يتعرض [1] بها من تعجيل الفعل إلى الإنسان يجد [2] ذلك من نفسه وهو يستحيل في الله . ولهذا لا يريد الإنسان في حال الفعل ، لأنه لا يجوز الاعتياض مما هو موجود ، وأيضا فإن الإرادة كالطلب للفعل ، ولا يجوز طلب الموجود . وعلى هذه المسألة كلام كثير ، قد اعترض دليل الخبر والأمر والنهي ، وقد أضربت عليه من ذكره لأجل انتشار الكلام ، ولحضر بعض ما رووه [3] وأورد بعضه لفظا ومعنى ، وعالي الرأي له في تأمله والأنعام بما عنده إنشاء الله تعالى ، وذكر ما عنده فيه من أهم الأمور ، لأن سوقه هاهنا - أعني بلاد مصر والشام - نافعة جدا ، والقائلون به قد كثروا أيضا . والله بعونه يورد على وليه من جهته ما يكون للشبهة حاسما ، وله من يسلطها عليه عاصما ، ووليه الآن يستأنف الأسؤلة عن مهمات ينتجها فكره لفظا ومعنى ، ولم نجد لغيره في معناها قولا فمن ذلك .
[1] خ ل : يتعوض . [2] في النسخة : يحد . [3] خ ل : ردوه .
388
نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 388