نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 381
إسم الكتاب : رسائل الشريف المرتضى ( عدد الصفحات : 484)
وصار خالقا لهذا الداعي من غير إرادة لصاحب [1] الخلق ويؤثر فيه . وكيف يجوز أن يؤثر في فعل الحادث ؟ حتى يجعله على بعض الوجوه أمر متقدم بل قديم ، لأن الله تعالى عالم فيما لم يزل بحسن الاحسان . وإذا كان هذا الداعي هو المؤثر في أن خلقنا إنما هو الاحسان فقد أثر الأمر المتقدم في حال متجددة وهذا محال . ثم يلزم على هذا أن لو خلقنا الله تعالى وأراد مضرتنا ، أن يكون خالقا لنا للانتفاع بالثواب ، لأن الداعي إذا كان هو المؤثر في وقوع الفعل على الوجه الذي وقع عليه ولا يحتاج إلى إرادة ، فلا فرق بين انتفاعها ووجودها غير مطابقة للداعي . ويلزم على هذا أن يكون لأحدنا إذا كان عالما بحسن الاحسان إلى زيد - وهو داع قوي إلى نفعه والاحسان إليه - أن يكون متى أعطاه درهما ولم يقصد لهذه العطية إلى الاحسان ، أن يكون محسنا إليه ، لأن داعي الاحسان حاصل ، وهو المؤثر على ما ظنه مخالفونا . ويلزم أيضا أن لو قصد بإعطائه الدرهم غير وجه الاحسان من باقي الوجوه وهي كثيرة ، أن يكون محسنا بذلك ، لأن داعي الاحسان وهو المؤثر ثابت وهذا حد لا يبلغه محصل . فإن قيل : فهو لا يعطيه الدرهم على وجه غير الاحسان الابداع له إليه وهو المؤثر في عطيته . قلنا : إذا كان هناك داعيان مختلفان ، فلم صارت هذه العطية المؤثر فيها أحدهما دون الآخر ، وكل الداعيين [2] مؤثر على هذا القول ، كان في وقوع الفعل على وجه دون آخر .