نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 345
وأي شاهد على خوف هارون عليه السلام آكد من هذا ، ومع ذلك فلم يهمل ما تقدم ذكره لما رأى ما أنكره واعتمد الانكار بالقول ، لتعذر الانكار عليه بالفعل . قال : ولو قال : ما قلتموه من أنه عليه السلام علم أن الوعظ والزجر والانكار لا ينجع ، لما رأى من التصميم على مخالفة النبي صلى الله عليه وآله والاطراح لعهده ، فكان ذلك مقيما لعذره في الامساك عنه مستمرا ، لوجب بمثله أن يكون هارون عليه السلام قد أمسك أيضا ، لما رأى من التصميم على المخالفة ، والاطراح للعهد ، والأشراك بالله سبحانه ، والعبادة لمن ذوذ ، [1] والخلاف في هذا إن لم يزد على الخلاف في جحد الناس ، فما يقصر عنه بل الأولى به . والظاهر الزيادة عليه وإن كان المعنى واحدا ، لأن من جحد الإمامة فقد عصى الرسول صلى الله عليه وآله وجحده ومن أمره بالنص عليها ، فينبغي أن لا يقصر الخوف منهم من خوف أمير المؤمنين عليه السلام عن هؤلاء . بل لو قال قائل : إن كشفه للأمر بالقول على مقتضى قولكم أن كثيرا منهم بالشبهة كان يؤذن لائحة بالنجاح لم يبعد ، لأن الشبهة إذا انكشف [2] عن هذه الطائفة وجب له نصرتهم ومعونتهم ، كما تحملوا المشاق في حياة النبي فيما هو أعظم مشقة من ذلك . ولو قال : إن خوف أمير المؤمنين عليه السلام كان أقل من خوف هارون على مقتضى قولكم أن النبي صلى الله عليه وآله أخبره أنه لن يموت حتى بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين لم يبعد . فقولوا مما عندكم فيه لنعلمه إنشاء الله تعالى .