نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 82
قلنا : إنما جاز ألا يعلموا في الأحوال التي أشرت إليها بهذه المصالح ، لأن العلم بها متعذر في تلك الأحوال ، وليس كذلك الأحوال المستقلة [1] . لأن العلم بصفات الأفعال فيها ممكن ، يوجب الاعلام به والاطلاع عليه . وجرى زمان دعوة النبوة والنظر في العلم المعجز مجرى زمان مهلة النظر في معرفة الله تعالى ، في أن المعرفة لطف في كل الواجبات ، إلا في هذا الواجب الذي هو النظر في طريقها ، لاستحالة أن تكون لفظا [2] في ذلك . < فهرس الموضوعات > وجوب حصول العلم بدعوى الرسل بأقصر الطرق < / فهرس الموضوعات > [ وجوب حصول العلم بدعوى الرسل بأقصر الطرق ] وعلى هذا التقدير الذي أوضحناه يجب أن نقول : إنه تعالى لا يوصل إلى العلم بصدق الرسول في دعواه إلا بأقصر الطرق وأخصرها ، وأنه إذا كان للعلم بصدقه طريقان ، أحدهما أبعد من الآخر ، دل بالأقرب دون الأبعد . ولم يظهر على يده إلا ما لا يمكن تصديقه من طريق هو أخص [3] منه . وإنما قلنا ذلك حتى لا يفوت المكلف العلم بغير جنايته ، لأنه قد تفوته مصالحه بجنايته ، مثل أن يعرض عن النظر في المعجز ، أو ينظر لا من جهة حصول العلم ، أو يدخل على نفسه شبهات تمنع من العلم . فإن قيل : نراكم بهذا الكلام الذي حصلتموه قد نقضتم معتمد الإمامية في حفظ النبي والأئمة للشرائع . لأنهم يقولون : إن المؤدين عن النبي صلى الله عليه وآله شريعته في حياته يجوز أن يكتموها ويخلوا بنقلها حتى يجب على النبي صلى الله عليه وآله التلافي والاستدراك .