responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النهاية ونكتها نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 9


طيلة ثلاث وعشرين سنة ، حتى توفي السيد المعظم الخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة 436 ه ، فاستقل شيخ الطائفة بالإمامة ، وظهر على منصة الزعامة ، وأصبح علما للشيعة ومنارا للشريعة ، وكانت داره في الكرخ مأوى الأمة ، ومقصد الوفاد ، يأتونها لحل المشاكل وإيضاح المسائل ، وقد تقاطر إليه العلماء والفضلاء للتلمذة عليه والحضور تحت منبره ، وقصدوه من كل بلد ومكان ، وبلغت عدة تلاميذه ثلاثمائة من مجتهدي الشيعة ، ومن العامة ما لا يحصى كثرة .
وقد اعترف كل فرد من هؤلاء بعظمته ونبوغه ، وكبر شخصيته وتقدمه على من سواه ، وبلغ الأمر من الاعتناء به والإكبار له أن جعل له خليفة الوقت القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله أحمد كرسي الكلام والإفادة ، وقد كان لهذا الكرسي يومذاك عظمة وقدرا فوق الوصف ، إذ لم يسمحوا به إلا لمن برز في علومه وتفوق على أقرانه ، ولم يكن في بغداد يومذاك من يفوقه قدرا أو يفضل عليه علما ، فكان هو المتعين لذلك الشرف .
هجرته إلى النجف الأشرف :
لم يفتأ شيخ الطائفة إمام عصره وعزيز مصره ، حتى ثارت القلاقل وحدثت الفتن بين الشيعة والسنة ، ولم تزل تنجم وتخبو بين الفينة والأخرى ، حتى اتسع نطاقها بأمر طغرل بيك أول ملوك السلجوقية ، فإنه ورد بغداد في سنة 447 ه - وشن على الشيعة حملة شعواء ، وأمر بإحراق مكتبة الشيعة التي أنشأها أبو نصر سابور بن أردشير [1] وزير بهاء الدولة البويهي وكانت من دور العلم المهمة في بغداد ، بناها هذا



[1] سابور معرب شاپور « شاه پور » كان من وزراء الشيعة للملك الشيعي بهاء الدولة ، وكان من أهل العلم والفضل والأدب ، وكانت دار علمه محط الشعراء والأدباء ، ذكره الثعالبي في « يتيمة الدهر » وعقد فصلا خاصا للشعراء الذين مدحوه ، منهم أبو العلاء المعري ، فقد مدحه بقصيدة مشهورة وذكر فيها دار كتبه هذه بقوله : وغنت لنا في دار سابور قينة * من الورق مطراب الأصائل مهباب ترجم له ابن خلكان في « وفيات الأعيان » ج 1 ص 199 و 200 فقال : كان من أكابر الوزراء وأماثل الرؤساء ، جمعت فيه الكفاية والدراية ، وكان بابه محط الشعراء . إلخ . وهذه المكانة المادية - مضافا إلى ما للرجل في نفسه من الفضائل العلمية والكمالات الروحية - من الأسباب القوية لتحريضه على جمع الكتب العلمية ووقفها لأهل مذهبه ، ولا سيما النفيسة القليلة الوجود المصححة المعتبرة كما هي صفة جماعي الكتب حتى اليوم . ولد بشيراز في سنة 336 ه - وتوفي في 416 ه وتوفي مخدومه بهاء الدولة في 403 ه - عن 42 سنة . ودفن في النجف عند والده فناخسرو الملقب بعضد الدولة كما ذكره القاضي نور الله المرعشي في « مجالس المؤمنين » ص 379 رحمهم الله جميعا .

9

نام کتاب : النهاية ونكتها نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست