نام کتاب : النهاية ونكتها نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 14
مضت على علماء الشيعة سنون متطاولة وأجيال متعاقبة ولم يكن من الهين على أحد منهم أن يعدو نظريات شيخ الطائفة في الفتاوى ، وكانوا يعدون أحاديثه أصلا مسلما ، ويكتفون بها ، ويعدون التأليف في قبالها وإصدار الفتوى مع وجودها تجاسرا على الشيخ وإهانة له ، واستمرت الحال على ذلك حتى عصر الشيخ ابن إدريس فكان أعلى الله مقامه يسميهم بالمقلدة ، وهو أول من خالف بعض آراء الشيخ وفتاواه وفتح باب الرد على نظرياته ، ومع ذلك فقد بقوا على تلك الحال حتى أن المحقق وابن أخته العلامة الحلي ومن عاصرهما بقوا لا يعدون رأي شيخ الطائفة . قال الحجة الفقيه الشيخ أسد الله الدزفولي التستري في « المقابس » ما لفظه : حتى أن كثيرا ما يذكر - مثل المحقق والعلامة أو غيرهما - فتاويه من دون نسبتها إليه ، ثمَّ يذكرون ما يقتضي التردد أو المخالفة فيها ، فيتوهم التنافي بين الكلامين مع أن الوجه فيهما ما قلناه . نعم لما ألف المحقق الحلي « شرائع الإسلام » استعاضوا به عن مؤلفات شيخ الطائفة ، وأصبح من كتبهم الدراسية ، بعد أن كان كتاب « النهاية » هو المحور ، وكان بحثهم وتدريسهم وشروحهم غالبا فيه وعليه . وليس معنى ذلك أن مؤلفات شيخ الطائفة فقدت أهميتها أو أصبحت لغوا لا يحتفل بها ، كلا بل لم تزل أهميتها تزداد على مرور الزمن شيئا فشيئا ، ولن تجد في تاريخ الشيعة ومعاجمهم ذكر عظيم طار اسمه في البلدان واعترف له خصومة بالجلالة إلا ووجدته يتضاءل أمام عظمة الشيخ الطوسي ، ويعترف بأعلميته وأفضليته وسبقه وتقدمه . هذا النابغة الفذ الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف الحلي المتوفى سنة 726 ه - الشهير بالعلامة ، الذي طبقت العالم الإسلامي شهرته ، والذي تضلع في سائر العلوم ونبغ في كافة الفنون . وانتهت إليه رئاسة علماء عصره في المعقول والمنقول ، وألف في كل علم عدة كتب ، ولم يشك أحد في أنه من عظماء العالم ونوادر الدهر ، هذا الرجل الذي مر عليك بعض وصفه ذكر شيخ الطائفة في كتابه
14
نام کتاب : النهاية ونكتها نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 14