< فهرس الموضوعات > في " بيان مستحق الزكاة " < / فهرس الموضوعات > " باب في " من المستحق " للزكاة " . الذي يستحق الزكاة ، هو من ذكره الله تعالى في القرآن [1] من الأصناف الثمانية ، وهم : الفقراء والمساكين ، والعاملون عليها . والمؤلفة قلوبهم ، وفي الرقاب ، والغارمون وفي سبيل الله ، وابن السبيل . فأما الفقراء فهم الذين لا شئ لهم ، وأما المساكين فهم الذين يكون لهم مقدار من القوت لا يكفيهم ، وأما العاملون عليها فهم عمال الصدقات ، والسعاة فيها . وأما المؤلفة قلوبهم الذين يستمالون إلى الجهاد ، وأما الرقاب فهم العبيد ، والمكاتبون منهم إذا كانوا في ضر وشدة ، فإنه يجوز ابتياعهم من الزكاة ، ويستنقذون ذلك [2] مما يكونون فيه من الضر ، والشدة . فأما الغارمون فهم الذين قد ركبتهم الديون في غير معصية الله تعالى ، لأنه متى كان عليهم دين أنفقوه في ذلك ، فلا يجوز أن يقضي ذلك عنهم من الزكاة . وأما سبيل الله فهو الجهاد ، وما فيه صلاح للمسلمين مثل عمارة الجسور ، والقناطر ، وما جرى مجرى ذلك . فأما ابن السبيل فهو المنقطع به وإن كان غنيا في بلده ، وقد ذكر أنه الضيف الذي ينزل بالإنسان وإن كان أيضا غنيا في بلده . ويجب أن يعتبر في سائر ما ذكرناه من هؤلاء إلا المؤلفة قلوبهم شروط ثلاثة . أولها : أن يكونوا من أهل العدالة والإيمان المعتقدين له ، لأن من لا يكون كذلك بأن يكون ليس من أهل الإيمان ، والمعرفة به ، ولا من المعتقدين له ، ولا هو على ظاهر العدالة ، والصلاح ، أو كان فاسقا يشرب الخمر أو غيره من أنواع الفسق وهو من أهل الإيمان ، فإنه لا يستحق شيئا من الزكاة . ولا يجزي دفع شئ منها إليه عمن وجبت عليه .
[1] التوبة الآية 60 : [2] هكذا في النسخة ، ولعل الصحيح " بذلك " بدل " ذلك " :