نام کتاب : المعتبر نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 27
بفتواهم ويعيبون على غيرهم ممن أفتى باجتهاده وقال برأيه ، ويمنعون من يأخذ عنه ويستخفون رأيه وينسبونه إلى الضلال ، يعلم ذلك منهم علما ضروريا صادرا عن النقل المتواتر ، فلو كان يسوغ لغيرهم ما ساغ لهم لما عابوا لمكان ما استسلف من اتفاق المسلمين على عدالتهم وصلاحهم ، ولأن الاتفاق على عدالتهم والشك في عدا من سواهم من فقهاء العامة يوجب العمل بقولهم صلوات الله عليهم ، ويمنع من العمل بفتوى غيرهم من أرباب الاجتهادات . وهذه الطرق التي ذكرناها إنما هي على تقديران نعرض عند الاستدلال بما خصهم الله به من وجوب الطاعة ، واختارهم له من الإمامة ، وميزهم به من العصمة التي أوضحنا طرقها في الكتب الكلامية ، وحققها علماؤنا وبتقدير أن نسلك تلك الطرق فإن نستغني عن جميع ما أوردناه . وقد قال بعض من لا معرفة له : إن الجواد صلوات الله عليه تلمذ لابن أكثم ، وهو جهل بمنزلة الجواد صلوات الله عليه وقلة اطلاع على ما ورد عنه من العلم الجم ، وما اشتهر من أجوبته عن مسائل الإمامية بما يدل على الإعجاز ، وقد كان من تلامذته وأشياعه القائلين بإمامته من لا يرتضي أن يكون ابن أكثم تلميذا له ، كالحسين بن سعيد ، وأخيه الحسن ، ومحمد بن أبي نصر البزنطي ، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي ، وشاذان بن الفضل القمي ، وأيوب بن نوح بن دراج ، وأحمد ابن محمد بن عيسى وغيرهم ممن يطول تعدادهم ، وكتبهم الآن منقولة بين الأصحاب دالة على العلم الغزير ، فهل يستجيز ذو تحصيل أن يعتقد في هؤلاء الفضلاء اتخاذهم تلميذ الابن أكثم إماما يعتقدون عصمته ، وفرض طاعته ، هذا ما لا يعتقده ذو بصيرة .
27
نام کتاب : المعتبر نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 27