نام کتاب : المعتبر نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 26
تسميته منكر ، بل إنهم شهدوا أنه وقع موقعه وحل محله ، وكذا الحال في جعفر بن محمد عليه السلام ، فإنه انتشر عنه من العلوم الجمة ما بهر به العقول ، حتى غلا فيه جماعة وأخرجوه إلى حد الإلهية وروى عنه من الرجال ما يقارب أربعة آلاف رجل ، وبرز بتعليمه من الفقهاء الأفاضل جم غفير كزرارة بن أعين ، وأخويه : بكير ، وحمران وجميل بن دراج ، ومحمد بن مسلم ، وبريد بن معاوية ، والهشامين ، وأبي بصير ، وعبيد الله ، ومحمد وعمران الحلبيين ، وعبد الله بن سنان ، وأبي الصباح الكناني ، وغيرهم من أعيان الفضلاء كتب من أجوبة مسائله أربعمائة مصنف سموها ( أصولا ) وكذا كل واحد منهم صلوات الله عليهم لم يسئل أحد منهم فتردد ولا تلعثم ، ولا استشكل سؤالا ولا عول في جواب على مساعد ولا مباحث ، مع أنهم لم يشاهدوا مختلفين إلى معلم ولا ادعى ذلك عليهم مدع من أوليائهم ولا أعدائهم ، بل كل منهم يسند عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا من أقوى الحجج على اختصاصهم بالمزية القاضية بأنها خاصة من الله ومعجزة امتازوا بها عن الخلق . الوجه الثاني : ما ظهر عنهم من المعجزات التي ملأ بها المحدثون الكتب من الإخبار بالمغيبات ، والطبع في الحصى وغيره ، وذكر ذلك مفصلا يفتقر إلى كتاب مفرد ، فمن أراده فليراجع الكتب المختصة به . الوجه الثالث : اتفاق الناس بأجمعهم على طهارة أئمتنا عليه السلام وشرف أصولهم ، وظهور عدالتهم وبرائتهم ما يشين منهم نسبا أو حسبا أو خلقا ، وقصور الألسنة عن القدح فيهم مع إعراض ولات أزمنتهم عنهم ، وإيثارهم الغض منهم والتعريض للوقيعة فيهم بالصلاة الوافرة ، فلولا أنهم من صفات الكمال إلى حد يقصر عنه الألسن عن القدح فيهم ويتحقق كذب الطاعن عليهم لما استمر لهم ذلك . ثم هم مع هذه الأخلاق الطاهرة ، والعدالة الظاهرة ، يصوبون الإمامية في الأخذ عنهم والعمل
26
نام کتاب : المعتبر نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 26