نام کتاب : المعتبر نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 21
إسم الكتاب : المعتبر ( عدد الصفحات : 467)
< فهرس الموضوعات > في آداب التعلم < / فهرس الموضوعات > الفصل الأول ( في وصايا نافعة ) ليكن تعلمك للنجاة ، لتسلم من الرياء والمراء وبحثك لإصابة الحق لتخلص عن قواطع الأهوية ومآلف النشاء وأكثر التطلع على الأقوال لتظفر بمزايا الاحتمال ، واستنقض البحث عن مستند المسائل لتكون على بصيرة فيما تتخيره وعليك بالحفظ فإنه أربط للعلم ، وأضبط للفهم ، وداوم البحث يعطك استعدادا لتلقي النتائج النظرية بالفعل ، واختر المباحث الصالح لتستفيد من خلقه ما يصير لك سجية . ثم أوصيك إياك ( والحشوية ) من المتفقهة والمقلدة منهم ، فربما خادعوك ليجذبوك إلى جهالتهم ، وإنما يريدون جبر مقالتهم وستر ضلالتهم ، ولا يغررك لو قال الحق لائح ، فلا ارتياب والطريق واضح فقيم الإسهاب فإنه لا يصعب أن تجيبه بأن كل ممكن أن يعلم يصلح أن يوصف بالوضوح وإن دق طريقه وشق تحقيقه ، وليس إطلاق الوضوح عليه موجبا بالفعل ، فأنت إذا اعتبرت خلاف الفضلاء في المسائل الفقهية ، ذلك على صعوبة الظفر إلا بعد بحث ونظر ، فيتحقق أنه دلس في عبارته ، ولبس في إشارته زيادة تحقيق : إن في الناس المستعبد نفسه لشهوته ، المستغرق وقته في أهويته مع إيثاره الاشتهار بآثار الأبرار ، واختياره الاتسام ، بسير الأخيار . أما لأن ذلك في جبلته ، أو لأنه وسيلة إلى حطام عاجلته ، فيثمر هذان الخلقان نفاقا غريزيا وحرصا على الرياسة الدينية طبيعيا ، فإذا ظهرت لغيره فضيلة عليه خشي غلبة المزاحم ، ومنافسة المقاوم ، ثم يمنعه نفاقه من المكافحة ، فيرسل القدح في ذي المناصحة ، ويقول لو قال كذا ، لكان أقوم ، لو لم يقل كذا ، لكان أسلم ، موهما أنه أوضح كلاما وأرجح مقاما ، فإذا ظفرت بمثله ، فليشغلك الاستعاذة بالله من بليته عن الاشتغال بإجابته ، فإنه شر الرجال ، وأضر على الأمة من الدجال ، كأني بكثير ممن ينتحل
21
نام کتاب : المعتبر نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 21