نام کتاب : المسائل السروية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 50
وقوله تعالى : * ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) * [1] . وهو سبحانه لم يخاطب السماء بكلام ، ولا السماء قالت قولا مسموعا ، وإنما أراد أنه عمد [2] إلى السماء فخلقها ولم يتعذر عليه صنعها [3] ، فكأنه سبحانه لما خلقها قال لها وللأرض [4] : * ( ائتيا طوعا طوعا أو كرها ) * فلما انفعلت [5] بقدرته كانتا [6] كالقائل : أتينا طائعين . ومثله قوله تعالى : * ( يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ) * [7] والله تعالى يجل عن خطاب النار ، وهي مما لا يعقل ولا يتكلم [8] ، وإنما عبر [9] عن سعتها ، وإنها لا تضيق بمن يحلها [10] من المعاقبين . وذلك كله على مذهب أهل اللغة وعادتهم في المجاز ، ألا ترى إلى قول الشاعر : وقالت له العينان سمعا وطاعة وأسبلتا بالدر لما يثقب [11] والعينان لم تقولا قولا مسموعا ، ولكنه أراد منهما البكاء ، فكانتا كما أراد [12]
[1] فضلت 41 : 11 . [2] في " ب " " م " : عهد . [3] في " ج " و " د " : صنعتها . [4] في " أ " : لما خلقهما قال لهما . [5] في " ج " : تعلقت . وفي " د " حرفت الكلمة إلى : تعدون . [6] في " د " : كأنها . [7] ق 50 : 30 . [8] " ولا يتكلم ، ليس في " أ " . وفي " م " : لا تعقل ولا تتكلم . [9] في " أ " و " ج " و " د " : الخبر . [10] في " د " : عن محلها . [11] في " م " : وحدرتا بالدر ، وفي " أ " : لم يتثبت . [12] " والعينان . . . كما أراد " ليس في " أ " .
50
نام کتاب : المسائل السروية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 50