نام کتاب : الكافي في الفقه نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 502
يغتذون ففي ذلك التذاذ وأهل النار عندكم لا يلتذون ، وإن كانوا لا يغتذون فكيف تبقى حياتهم ؟ . قيل : لولا ما أخبر به تعالى من أكلهم الزقوم وشربهم الحميم لجوزنا فقد الاغتذاء ، ولم يمنع ذلك من بقاء حياتهم ، لأن ذلك إنما علم في الشاهد لكونه معتادا غير موجب ، إذ لا تأثير للغذاء في بقاء الحيوان ، وإنما أجرى تعالى العادة بفعل ما تبقى الحياة معه عند الاغتذاء بالمآكل والمشارب المخصوصة ، وهو سبحانه قادر على ذلك من دون الاغتذاء ، فعلى هذا قد كان جائزا . . . وإن فقدوا الأغذية فتبقى معه حياتهم لكنه . . . به لا لما توهمه السائل ، كونهم ذوي أكل وشرب . والمشروب لأن الحي لا يلتذ بنفس تناوله الغذاء وإنما يكون ملتذا للمتناول . ( كذا ) . ولهذا نجد أحدنا يألم في حال بما كان ملتذا . . . بالاجماع أن أهل النار لا يلتذون بشئ مع إخباره تعالى عن أكلهم وشربهم ، قطعنا على أنه تعالى لم يفعل فيهم شهوة لشئ منه ، فكيف وقد أخبر بسوء حالهم وعظم المهم عند تناول ذلك الغذاء ، بقوله تعالى : " إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم " [1] وقوله سبحانه : " ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع " [2] وقوله سبحانه متوعدا : " ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم فمالؤن منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم " [3] وقال سبحانه في شرابهم : " وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا " [4] وأمثال هذه الآيات
[1] سورة الدخان ، الآية : 46 - 45 . [2] سورة الغاشية ، الآية : 6 . [3] سورة الواقعة ، الآية : 55 - 50 . [4] سورة الكهف ، الآية 29 .
502
نام کتاب : الكافي في الفقه نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 502