نام کتاب : الكافي في الفقه نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 499
ويصح أن يريد تعالى أكلهم وشربهم لكونه ثوابا مفتقرا إلى إرادة المثيب إيقاع النفع منه على جهة التعظيم ، إذ به يتميز من نوعي العوض و التفضل ، وليس بتكليف لفقد المشقة فيه ، كما لم تكن إرادة أحدنا من غيره أن يلتذ بتناوله الطعام إحسانا إليه تكليفا . فأما شكر أهل الجنة فما يتعلق منه بالقلب ضروري من فعله تعالى كسائر المعارف على ما نبينه ، وما يتعلق منه اللسان فيه لذة فلا يكون تكليفا . وقلنا بوجوب إكمال عقولهم وكونهم بجملة المعارف ( كذا ) والمعاقب ( كذا ) والعوض ( كذا ) لأنه لا بد أن يعلم كل واحد منهم وصوله إلى مستحقه ليعلم . . . عليه ويعلم المتفضل عليه كونه محسنا إليه وذلك مفتقر . . . يقصد فاعل المستحق إلى الإثابة أو لمعاقبة . . . الاحسان وقد يقتضي معرفة القاصد وصفاته . . . لا تصح من دون كمال العقل . وقلنا : إن المعرفة . . . تكليفهم في الآخرة فلم يبق مع وجوب كونهم . . . ضرورية . < فهرس الموضوعات > في أن أهل الجنة والنار مختارون لأفعالهم < / فهرس الموضوعات > وقلنا : إن أهل الجنة والنار مختارون لأفعالهم من أكلهم وشربهم وغير ذلك من تصرفهم لأن ذلك أبلغ في نعيم أهل الجنة . وقد أجمعت الأمة على وقوع الثواب على أشرف الوجوه وأبلغ المسار . وأيضا فإنها واقعة على استحقاق ووفاء بوعد ، فيجب وقوعها على الوجه المعهود في الدنيا من الايثار . ولأن ظواهر قوله تعالى : " كلوا واشربوا " وأمثال ذلك تقتضي وقوع أفعالهم عن إيثار . وأهل النار لاحقون في ذلك باهل الجنة لأنه لا أحد فرق بين الفريقين .
499
نام کتاب : الكافي في الفقه نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 499