نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 53
عليه السلام : لا يكون دم نفاس زمانه أكثر من زمان الحيض . هذا آخر كلام الشيخ المفيد رحمه الله . وقال الشيخ أبو جعفر رضي الله عنه في خطبة كتابه المبسوط : وكنت على قديم الوقت وحديثه متشوق النفس إلى عمل كتاب يشتمل على ذلك ، تتوق نفسي إليه ، فيقطعني عن ذلك القواطع ، ويشغلني الشواغل ، ويضعف نيتي أيضا فيه قلة رغبة هذه الطائفة فيه ، وترك عنايتهم به ، لأنهم ألفوا الأخبار ، وما رووه من صريح الألفاظ حتى أن مسألة لو غير لفظها ، وعبر عن معناها بغير اللفظ المعتاد لهم ، تعجبوا منها وقصر فهمهم عنها ، وكنت عملت على قديم الوقت كتاب النهاية ، وذكرت جميع ما رواه أصحابنا في مصنفاتهم وأصولها من المسائل ، وفرقوه في كتبهم ، ورتبته ترتيب الفقه ، وجمعت بين النظائر ، ورتبت فيه الكتب على ما رتب للعلة التي بينتها هناك ، ولم أتعرض للتفريع على المسائل ، ولا لتعقيد الأبواب وترتيب المسائل وتعليقها ، والجمع بين نظائرها ، بل أوردت جميع ذلك أو أكثره بالألفاظ المنقولة ، حتى لا يستوحشوا من ذلك ، ثم قال مادحا لكتابه : إذا سهل الله تعالى إتمامه ، يكون كتابا لا نظير له في كتب أصحابنا ، ولا في كتب المخالفين ثم قال : أما أصحابنا فليس لهم في هذا المعنى شئ يشار إليه ، بل لهم مختصرات ، وأوفى ما عمل في هذا المعنى كتابنا النهاية ، وهو على ما قلت فيه . فانظر أبقاك الله إلى كلام الشيخ رحمه الله وما قال في نهايته ، واعتذاره عما أودعه فيها ، وقوله : قصر فهمهم عنها يعني : أصحابه فكيف يحال على الرجل وينسب إلى أن جميع ما أورده حق وصواب لا يحل رده ، ولا خلافه ، ولا اعتبار بالعوام العثر الذين لا نظام لهم ، ولا تحصيل عندهم ، فإن فساد كل صناعة من فهم الأدعياء ، وقلة الصرحاء ، فطلاب الفقه كثير ، ومحصلوه قليل ، وخصوصا اليوم . وقال الخليل بن أحمد رحمه الله : وقد كنا نعدهم قليلا وقد صاروا أقل من القليل وروي أن الدوري المحدث قال : أردت الخروج إلى البصرة ، فصرت
53
نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 53