نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 51
إسم الكتاب : السرائر ( عدد الصفحات : 659)
ذلك ، وربما ذهب بعضهم إلى الجبر وإلى التشبيه ، اغترارا بأخبار الآحاد المروية ، ومن أشرنا إليه بهذه الغفلة يحتج بالخبر الذي ما رواه ، ولا حدث به ، ولا سمعه من ناقله فعرفه بعد بعدالة أو غيرها ، حتى لو قيل له في بعض الأحكام : من أين أتيته وذهبت إليه ؟ جوابه : لأني وجدته في كتاب الفلاني ، ومنسوبا إلى رواية فلان بن فلان ، ومعلوم عند كل من نفي العلم بأخبار الآحاد أو من أثبتها وعمل بها ، أن هذا ليس بشئ يعتمد ، ولا طريق يقصد ، وإنما هو غرور وزور . قال : فأما الرواية بأن يعمل بالحديثين المتعارضين بأبعدهما من مذهب العامة ، فهو لعمري قد روي ، وإذا كنا لا نعمل بأخبار الآحاد في الفروع ، كيف نعمل بها في الأصول التي لا خلاف في أن طريقها العلم والقطع ؟ قال السيد المرتضى رحمه الله : وإذا قد قدمنا ما احتجنا إلى تقديمه ، فهو الذي يعتمد عليه في جميع المسائل الشرعية . هذا آخر كلام المرتضى رضي الله عنه حرفا فحرفا . قال محمد بن إدريس : فعلى الأدلة المتقدمة أعمل وبها آخذ وأفتي وأدين الله تعالى ولا ألتفت إلى سواد مسطور ، وقول بعيد عن الحق مهجور ، ولا أقلد إلا الدليل الواضح ، والبرهان اللائح ، ولا أعرج إلى أخبار الآحاد ، فهل هدم الإسلام إلا هي ، وهذه المقدمة هي أيضا من جملة بواعثي على وضع كتابي هذا ، ليكون قائما بنفسه ، ومقدما في جنسه ، وليغني الناظر فيه ، إذا كان له أدنى طبع عن أن يقرأه من فوقه ، وإن كان لأفواه الرجال معنى لا يوصل إليه من أكثر الكتب في أكثر الأحوال ، وعزمت على أنه : إن مر في أثناء الأبواب مسألة فيها خلاف بين أصحابنا المصنفين رحمهم الله أومأت إلى ذلك ، وذكرت ما عندي فيه ، وما أعتمد عليه ، وقادني الدليل إليه ، وإن كان في بعض كتب أصحابنا كلام متضاد العبارة ، متفق المعنى ، أو مسألة صعبة القياد جموح لا تنقاد ، أو كلمة لغوية أعربت عنها بالتعجيم ، وأزلت اللبس فيها والتصحيف ، وإن كان
51
نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 51