نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 496
على أن مال ابن الحسن ، يستحقه غيره ، ويسلم إلى سواه ، بغير إذنه ، فلم يبق معنا من الأدلة والطرق الأربع ، سوى دليل العقل ، ودليل العقل يحظر علينا التصرف في مال الغير بغير إذنه ، هذا لا معدل للمنصف المتأمل عن هذا الاستدلال إلا إليه ، أعوذ بالله من سوء التوفيق ، ثم لا تجد مصنفا من أصحابنا ، بعد ذكره لهذه المسألة ، إلا ويودع في كتابه ، ويفتي ويقول : إن نصف الخمس ، يوصى به لصاحبه ، أو يحفظ لصاحبه ، أو يودع لصاحبه ، على اختلاف العبارات ، فلو أراد أنه يستحقه غيره مع غيبته ، ويسلم إلى من سواه ، لكانوا مناقضين في أقوالهم ، والأدلة لا تتناقض ، وإلا فالسبر بيننا . وهؤلاء الذين يستحقون الخمس ، هم الذين قدمنا ذكرهم ، ممن يحرم عليهم الزكاة ، ذكرا كان أو أنثى ، فإن كان هناك ، من أمه ، من غير أولاد المذكورين ، وكان أبوه منهم حل له الخمس ، ولم تحل له الزكاة ، وإن كان ممن أبوه من غير أولادهم ، وأمه منهم ، له يحل له الخمس ، وحلت له الزكاة . واليتامى وابن السبيل ، يعطيهم مع الفقر والغنى ، لأن الظاهر يتناولهم . وينبغي أن يفرق الخمس في الأولاد ، وأولاد الأولاد ، ولا يخص بذلك الأقرب فالأقرب ، لأن الاسم يتناول الجميع ، وليس ذلك على وجه الميراث ، ولا يفضل ذكر على الأنثى ، من حيث كان ذكرا ، لأن التفرقة إنما هي على قدر حاجتهم إلى ذلك ، وذلك يختلف بحسب أحوالهم ، ويعطى الصغير منهم والكبير ، لتناول الاسم لهم ، والظاهر يقتضي أن يفرق في جميع من تناوله الاسم ، في بلد الخمس كان ، أو في غيره من البلاد ، قريبا كان ، أو بعيدا ، إلا أن ذلك يشق ، والأولى أن نقول : نخص به من حضر البلد الذي فيه الخمس ، ولا يحمل إلى غيره ، إلا مع عدم مستحقه . ولو أن إنسانا حمل ذلك إلى بلد آخر ، ووصل إلى مستحقه ، لم يكن عليه شئ ، إلا أنه يكون ضامنا ، إن هلك ، مثل الزكاة . ولا ينبغي أن يعطي إلا من كان مؤمنا ، أو بحكم الإيمان ، ويكون عدلا
496
نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 496