نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 419
وفي التاسع والعشرين منه ، قبض عمر بن الخطاب ، فينبغي للإنسان أن يصوم هذه الأيام ، فإن فيها فضلا كبيرا ، وثوابا جزيلا ، وقد يلتبس على بعض أصحابنا يوم قبض عمر بن الخطاب ، فيظن أنه يوم التاسع من ربيع الأول ، وهذا خطأ من قائله ، بإجماع أهل التاريخ والسير ، وقد حقق ذلك شيخنا المفيد ، في كتابه كتاب التواريخ ، وذهب إلى ما قلناه . ويستحب صيام أول يوم غرة ذي الحجة ، وهو يوم ولد فيه إبراهيم الخليل عليه السلام . ويستحب صيام يوم عرفة ، إذا حقق هلال ذي الحجة ، فأما إذا لم يحقق ، وشك فيه ، والتبست معرفته ، فإن صيام عرفة ، والحال ما وصفناه ، مكروه ، لأن الإنسان لا يأمن من قيام البينة بأنه يوم عيد . ويستحب صيام رجب بأسره ، فإن لم يتمكن ، فما تيسر منه ، وكذلك شعبان ، ويصله بشهر رمضان ، فهو شهر شريف ، وصيامه سنة ، من سنن الرسول عليه السلام ، وفي اليوم الثاني منه ، سنة اثنتين من الهجرة ، نزل فرض صيام شهر رمضان ، فعلى هذا التقدير ، والتاريخ ، يكون قد صام الرسول عليه السلام ، ثمان رمضانات على التحقيق . وأيام البيض من كل شهر ، وهي يوم الثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر . قال محمد بن إدريس رحمه الله : يقال هذه أيام البيض ، أي أيام الليالي البيض ، وسميت هذه الليالي بيضا ، لطلوع القمر من أولها إلى آخرها ، والعامة تقول الأيام البيض ، حتى أن بعض أصحابنا جرى في كتبه المصنفة ، على عادات العوام في ذلك ، وهو خطأ ، لأن الأيام كلها بيض . وصوم يوم عاشوراء على وجه حزن بمصاب آل الرسول عليهم السلام . وذهب شيخنا أبو جعفر الطوسي رحمه الله في نهايته إلى أن صيام أيام الليالي البيض ، وصيام عرفة ، وصيام يوم عاشوراء ، من القسم المخير فيه ، دون
419
نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 419