نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 365
أن يفعل النية ، في الوقت الذي يجب فعلها فيه ، وحكما : أن يكون ممسكا ، عن جميع ذلك ، وإن لم يفعل النية ، كالنائم طول شهر رمضان ، والمغمى عليه ، فإنه لا نية لهما ، ومع ذلك يصح صومهما ، وكذلك من أمسكه غيره ، عن جميع ما يجب إمساكه ، يكون في حكم الصائم ، إذا نوى ، وإن لم يكن في الحقيقة ممتنعا ، لأنه لا يتمكن منها ، هذا جميعه ، ذكره شيخنا أبو جعفر الطوسي رحمه الله في مبسوطه [1] والذي يلوح لي ، ويقوى في نفسي أن النائم الذي ذكره ، والمغمى عليه ، غير مكلفين بالصيام ، ولا هما صائمان صياما شرعيا ، فذكره لهما غير واضح ، وسيأتي الكلام في باب المغمى عليه ، ونذكر ما عندنا في ذلك ، واختلاف أصحابنا فيه . والنية ، وإن كانت إرادة ، لا تتعلق إلا بالحدوث ، بأن يكون الشئ قائما يتعلق في الصوم ، بإحداث توطين النفس ، وقهرها ، على الامتناع بتجديد الخوف ، من عقاب الله تعالى ، وغير ذلك ، أو فعل كراهة ، لحدوث هذه الأشياء ، فتكون متعلقة على هذه الوجه ، فلا ينافي الأصول . وقال السيد المرتضى رحمه الله : الصوم الشرعي : هو توطين النفس ، على الكف عن تناول ما يفسد الصيام ، من أكل ، وشرب ، وجماع ، وما أشبه ذلك . وقال شيخنا المفيد رحمه الله : الصوم في الشرع : هو كف الجوارح ، عما حظر على العبد استعماله منه ، مع حال الصيام ، ومن شرط وجوبه : كمال العقل ، والطاقة ، وليس الإسلام شرطا في الوجوب ، لأن الكافر عندنا ، تجب عليه العبادات الشرعية ، وإن لم يكن مسلما ، إلا أن الأداء لا يصح منه ، لأن النية للقربة من شرطه ، وهذا شئ يرجع إليه ، لأن في مقدوره ، أن يسلم ، ويعرف من يتقرب إليه ، فهو كالمحدث ، إذا دخل وقت الصلاة ، فإنه مكلف بالصلاة ،
[1] المبسوط : كتاب الصوم ، فصل في ذكر حقيقة الصوم وشرائط وجوبه .
365
نام کتاب : السرائر نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 365