نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 97
اعتذاري من العلماء والباحثين عما يجدونه من خلل فنّي ، أو إخلال علمي ، فلا يؤاخذون إنساناً اعترضت طريقه عقبات حالت دون استمرارية العمل بانتظام . على إنّ مَثَلي وإياهم كما كتب جعفر بن يحيى البرمكي إلى بعض عماله - وقد وقف على سهو في كتاب ورد منه : اتخذ كاتباً متصفّحاً لكتبك ، فان المؤلّف تنازعه أمور ، وتعتوره خروق ، تشغل قلبه ، وتشعّب فكره ، من كلام ينسّقه ، وتأليف ينظّمه ، ومعنى يتعلّق به يشرحه ، وحجة يوضحها ، والمتصفّح للكتاب أبصر بمواضع الخلل من مبتدئ تأليفه [1] . وانّي اعترف بكل تواضع انّ عملي هذا هو غاية جهدي ، وبحسبي انّي بذلت ما أستطيع في سبيل انجازه ، كما أقول بكل فخر إنّي - والحمد لله - قد حقّقت أمنيتي ، فإن أصبت الهدف في هذه الخدمة فالحمد لله على ذلك ، وإن أخطأت التقدير فما أنا بأول من طلب الماء حتى إذا جاءه وجده سراباً . وليكن عملي هذا بمثابة تحية وتقدير وشهادة حبّ أرفعها إلى الآباء والأجداد والسلف الصالح الذين خلّفوا لنا التراث - وهذا بعضه - ولنا الفخر بأن نحوطه ونصونه ونبعثه من جديد ، فمن وجد فيه تقصيراً أو خللاً ورغب في إكمال الشوط حتى النهاية المطلوبة ، فحسبي انّي قدّمت له تربة صالحة ، وبذرت فيها بذرة نامية ، فإذا ما أحسن سقيها ، وأجاد رعايتها فستأتي - إن شاء الله - أكلها ، وانّي اعتبر الدنيا ما تزال بخير ما دام هناك من ينشد الكمال ويرغب في تحصيله ، وتقديم ثمراته للناس ، ولو في المستقبل البعيد .