نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 6
فلا مناص من الالتزام بما سمّاه ، كما لا مجال للشك فيه ، إذن لماذا نبحث عن ذلك ؟ والجواب انّ المصنّف حيث اختار هذا الاسم المركّب المسجّع ، لا بدّ أن يكون هادفاً إلى ما تحكيه مفرداته من المعاني ، وإذا عرفنا ذلك ولاحظنا نسبة التضايف بين الأجزاء ، ربما وهمنا التضاد بين أول الاسم وآخره ببيان انّ معاني المفردات كما يلي : فالسرائر : جمع السريرة : وهي الطوية في النفس ، وهو إسرار المعنى في النفس كما قاله الشيخ الطوسي رحمه الله [1] . والحاوي : اسم فاعل من حوى الشيء حواية جمعه فهو الجامع . والتحرير : من حرر الكتاب إذا حسّنه وأصلحه ، والوزنَ ضبطه بالتدقيق . والفتاوي : جمع الفتوى والفتيا ، كما تجمع على الفتاوى ، وهي اسم من أفتى العالم إذا بيّن الحكم . فإذا أردنا رعاية السجع في الكلمات ، فيكون الاسم : كتاب ( السرائر الحاوي ، لتحرير الفتاوي ) . وهذا لا يلائم المعنى المقصود ، فانّ السرائر جمع سريرة لا تتفق نعتاً بالحاوي الذي هو اسم فاعل من حوى ، فتلك السرائر مؤنثة وهذا مذكر ، وبغضّ النظر عن ذلك فإنّهما بتضايفهما يكون المعنى بقوة قولنا السر المكتوم الجامع ، وهذا لا يتفق مع دلالة الجزء الثاني من الاسم ، فانّ تحرير الكتاب بمعنى أحسنه وأصلحه ، والفتاوي جمع فتوى من أفتى العالم إذا بيّن الحكم . فبيان الحكم وضبطه بالتدقيق ، لا يلائم السر المكتوم الجامع .