3 - ألأخذ من الكتاب والتخريج عنه :
لقد احتلّ كتابنا هذا مكانة تضاهي مكانة المصادر الحديثيّة ، مضافاً إلى مكانته في مجال الفقه ، حيث كان الفقهاء يقدمون آراءه ضمن ما يعرضونه من الآراء الأخرى .
وقد أخذ منه وأخرج عنه غير واحد من العلماء ، بل عدّه غير واحد ضمن قائمة المصادر التي استقى منها ، فمثلاً خذ كتاب ( وسائل الشيعة ) الذي هو أحد الجوامع الحديثيّة المتأخّرة ، والذي رتّبه مؤلّفه الشيخ الحر العاملي حسب ترتيب الكتب الفقهيّة ، من الطهارة إلى الديات ، وهو مطبوع عدّة مرّات آخرها في عشرين مجلداً [1] .
وهذا الكتاب استقى فيه مؤلّفه من كتابنا هذا في موارد كثيرة ، جلّها إن لم يكن كلّها أخذه من أحاديث المستطرفات التي ذكرها المصنّف في آخر كتابه ، وقد أشرت في هوامش المستطرفات إلى ما أخرجه صاحب الوسائل منها ، كما أشرت في حديثي عن المستطرفات في أولها ، إلى مدى اعتبارها عند الشيخ الحر صاحب الوسائل ، واعتماده عليها ، حتى انتزع من قول ابن إدريس في أولها شهادة بصحّة الكتب التي نقل منها ، وناقشت ذلك أيضاً ، كما نبّهت على أوهام في بعض موارد ما أخرجه الشيخ الحر عن الكتاب .
أما الموسوعة الثانية التي أخرج مؤلّفها عن كتابنا هذا فهي ( بحار الأنوار ) تأليف الشيخ المجلسي 1111 ه‌ فقد عدّ كتاب السرائر من جملة مصادر كتابه وقال : وقد أورد ابن إدريس - في آخر ذلك الكتاب - السرائر - باباً مشتملاً على الأخبار . . . وفيه أخبار غريبة ، وفوائد جليلة .

[1] - لقد طبع حديثاً في ثلاثين مجلداً من منشورات مؤسسة آل البيت بقم .

56