نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 494
ذكره وجب عليه التمام ، فإن لم يكن له ذلك وجب عليه التقصير . ويستحب الإتمام في أربعة مواطن في السفر : في نفس المسجد الحرام ، وفي نفس مسجد المدينة ، وفي مسجد الكوفة ، والحائر على متضمنه السلام . والمراد بالحائر ما دار سور المشهد والمسجد عليه دون ممّا دار سور البلد عليه ، لأنّ ذلك هو الحائر حقيقة ، لأنّ الحائر في لسان العرب : الموضع المطمئن الّذي يحار الماء فيه [1] ، قد ذكر ذلك شيخنا المفيد في الإرشاد [2] في مقتل الحسين عليه السلام لما ذكر من قتل معه من أهله ، فقال : والحائر محيط بهم إلاّ العباس رحمة الله عليه فإنّه قتل على المسناة [3] ، فتحقق ما قلناه ، والاحتياط أيضاً وطريقته يقتضي ما بيّناه ، لأنّه مجمع عليه ، وما عداه غير مجمع عليه .
[1] - الحائر : لقد استعرض الدكتور عبد الجواد الكليدار في كتابه تاريخ كربلاء وحائر الحسين ( ، الأقوال في تحديد الحائر الحسيني ، ومنها قول ابن إدريس هذا نقلاً عن بحار الأنوار ، وحيث أنّ مؤلّفه نقل بعد كلام ابن إدريس كلام الشهيد في الذكرى وهو : انّ في هذا الموضع حار الماء لمّا أمر المتوكل باطلاقه على قبر الحسين ( ليعفّيه فكان لا يبلغه ، فتخيّل الدكتور أنّ كلام الشهيد تابع لمقالة ابن إدريس وأنّه هو الّذي نقله ، فقال : وانّ ما نقله ابن إدريس عن الشهيد بأنّ الماء حار الخ وهذا وهم منه غريب عجيب ، إذ كيف لم يتنبه إلى انّ ابن إدريس وهو من علماء القرن السادس حيث توفي سنة 598 لا يمكن أن ينقل عمّن ولد بعده بمائة وستة وثلاثين سنة ؟ ! وإنّما الّذي جمع بين مقالتهما هو المجلسي صاحب البحار . [2] - الإرشاد : 249 ط الحيدرية . قال الشيخ المفيد : وأمّا أصحاب الحسين ( رحمة الله عليهم الّذين قتلوا معه ، فإنّهم دفنوا حوله ، ولسنا نحصل لهم أجداثاً على التحقيق والتفصيل إلاّ انّا لا نشك انّ الحائر محيط بهم ( رضي الله عنهم ) الخ . وقال أيضاً : وهم - الشهداء من أهل البيت - كلّهم مدفونون ممّا يلي رجلي الحسين ( في مشهده إلاّ العباس بن عليّ ( فإنّه دفن في موضع مقتله على المسنّاة بطريق الغاضرية . . . [3] - المسناة : ما يبنى مرتفعاً في وجه السيل ، فهي كالسد وكأنّها مأخوذة من السناء بمعنى الرفعة .
494
نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 494