نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 335
وكلّ سورة تضم إلى أم الكتاب يجب أن يبتدأ فيها ببسم الله الرحمن الرحيم ، ويتحتم الحمد عندنا في الركعتين الأوليين من كلّ فريضة ، وهل يجب أن يضمّ إليها سورة أخرى أم تجزى بانفرادها للمختار ؟ اختلف أصحابنا على قولين : فبعض منهم يذهب إلى انّ قراءة الحمد وحدها تجزي للمختار ، وبعضهم يقول : لا بدّ من سورة أخرى مع الحمد ، وتحتّمها كتحتّم الحمد ، وهو الأظهر من المذهب ، به يفتي السيّد المرتضى ، والشيخ أبو جعفر في مسائل خلافه [1] ، وفي جمله وعُقوده [2] ، والاحتياط يقتضي ذلك ، فأمّا الأخريان فلا خلاف بينهم في انّ الحمد لا يتعيّن ، بل الإنسان مخيّر بين الحمد والتسبيح . واختلفوا في عدد التسبيح ، منهم من قال : أقلّه أربع تسبيحات ، وهو مذهب شيخنا المفيد رحمه الله [3] ، ومنهم من يقول : الواجب عشر تسبيحات ، ومنهم من يقول : الواجب اثنتا عشرة تسبيحة ، والّذي أراه ويقوي عندي العشرة ، وأخصّ الأربع للمستعجل . فإن أراد أن يقرأ الحمد يجب عليه الإخفات بجميع حروفها على ما مضى شرحنا لذلك ، فإن أراد التسبيح فالأولى له الإخفات به ، فإن جهر به لا تبطل صلاته وحمله على القراءة قياس ، والقياس عند أهل البيت عليهم السلام متروك ، فإن جهر بالقراءة في الحمد بطلت صلاته إذا فعل ذلك متعمّداً .