المسألة السابقة ، أما بيان الجد الأعلى لقريش وهو قصي بن كلاب ، وبيان اسمه ولقبه ومكانته ثم بيان ذراريه متسلسلاً حتى أبناء عبد المطلب وبناته ، ففيه بعض الفضول غير المحتاج إليه ، وإن كان له كبير الفائدة في الأنساب .
15 - ومن الشواهد ما ذكره في كتاب الحج في باب ما يلزم المحرم عن جناياته . . . في ص 130 ذكر أقسام الأدهان الطيب وغير الطيب وذكر من الطيب الزنبق وقال : بالنون بعد الزاي وهو الياسمين ، كتبه الأطباء والصيادلة السوسن ، فهذه مسألة أصلها فقه وفروعها لغة وطب ، كما ذكر أيضاً في كتاب الحج عند ذكر بئر زمزم واستحباب الشرب من مائها ص 145 ، وانّ لها حكم بقية الآبار من حيث الطهارة والتنجيس وطريقة التطهير - وكل ذلك مما يتعلّق بمسائل الفقه - ثم نقل عن المؤرّخ المسعودي ما ذكره في كتابه مروج الذهب من انّ الفرس كانوا يقصدون البيت الحرام ، وانّ ساسان إذا طاف بالبيت زمزم على بئر إسماعيل فقيل انّها سمّيت زمزم لزمزمته .
وهكذا فانّ ما ذكره مسألة تاريخية بحتة ، مضافاً إلى ما تخلّلها من كيفية النسبة إلى ساسان كنسبة المروانية إلى مروان بن الحكم وخلفاء العباسيين إلى العباس بن عبد المطلب ، وهذه مسألة أخرى غير الفقه والتاريخ كما ترى .
ومع هذا كلّه يبقى كتاب السرائر كما قال أبو محمد الحسن الصدر ( شحنه من التحقيق والتأسيس في التفريع على الأصول ، واستنباط المسائل الفقهيّة عن أدلّتها الشرعية ، لم يتقدمه في تحقيقاته في ذلك أحد ، بل هو الفاتح لهذا الباب لمن تأخّر عنه ) [1] .

[1] - تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : 305 ط شركة النشر والطباعة العراقية المحدودة بغداد .

22