نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 20
في بيان اشتقاق الفِصح - وهذه مسألة لغوية أدبية - . ومن غريب التعقيب والتنقيب : ما يجعل الباحث في حيرة من أمر المصنّف في تعقيباته التي انتثرت في ثنايا كتابه ، إما مؤيّداً لرأي ، أو ناقداً لشخص ، أو موضحاً ما يلزم إيضاحه حسب اجتهاده ونظره ، فإنّها لم تكن جميعها بالمستوى اللائق بشخصه ، فبعضها من القوّة والمتانة بحيث لا يتطرّق الريب فيها ، وبعضها من الغثاء الذي لا يتمخّض عن زبدة ، ولا أريد التطرف أو التجني حين أقول : انّه لم يكن مصيباً كل الإصابة في تعقيبه على الفقيه ابن بابويه حين ذكر في باب صلاة المسافر ومن يلزمه القصر في الصلاة فقال ابن بابويه في رسالته : والمكاري والكري . فتعقب المصنّف بقوله : فالكري هو المكاري ، فاللفظ مختلف وإن كان المعنى واحداً ، قال عذافر الكندي : ( لو شاء ربّي لم أكن كرياً ) إلى آخر الشعر ، ثم قال : والكري من الأضداد قد ذكره أبو بكر ابن الأنباري في كتاب الأضداد ، يكون بمعنى المكاري ويكون بمعنى المكتري [1] . وقد عجبت منه رحمه الله كيف قال ذلك مع ان التفريق في المعنى مستفاد من قوله والكري من الأضداد ، وما دام ابن بابويه قد ذكر المكاري بلفظه ، علمنا انّ مراده بالكري المكتري ، فكيف يكون الكريّ هو المكاري في كلامه ، ثم انّ ابن بابويه تبع في ذكره لسان الحديث حيث ورد ذلك في حديث زرارة عن الإمام الصادق عليه السلام ، وقد روي في الكتب الأربعة كما أشرت إلى ذلك في الهامش في باب صلاة المسافر في محله . 11 - ومن الشواهد أيضاً ما ذكره في كتاب الخمس والغنائم ص 112