نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 16
واصفاً له بالمحقق وحامداً له نهجه في تنقيبه على الأدلة بنفسه فقال : ( فالعمل بمضمون الخبر الضعيف قبل زمن الشيخ الطوسي عن وجهٍ يجبر ضعفه ليس بمتحقق ، ولما عمل الشيخ بمضمونه في كتبه الفقهيّة جاء من بعده من الفقهاء واتبعه منهم عليها الأكثر تقليداً له ، إلاّ من شذّ منهم ولم يكن فيهم من يسبر الأحاديث وينقّب على الأدلة بنفسه ، سوى الشيخ المحقق ابن إدريس ، وقد كان لا يجيز العمل بخبر الواحد مطلقاً ، فجاء المتأخّرون بعد ذلك ووجدوا الشيخ ومن تبعه قد عمل بمضمون ذلك الخبر الضعيف لأمر ما رأوه في ذلك . لعل الله تعالى يعذرهم فيه ، فحسبوا العمل به مشهوراً ، وجعلوا هذه الشهرة جابرة لضعفه ) . ب - الاستقصاء والشمول : لقد دلّ كتاب السرائر على سعة آفاق المعرفة عند مصنّفه ، وانّه وعى كثيراً مما حوته كتب اللغة والأدب والتاريخ والأنساب ، مضافاً إلى ما يخص موضوع الكتاب مباشرة كالتفسير والحديث والفقه والرجال والعقائد والفرق . كما دلّ على أنّه بذل مجهوداً مشكوراً في انتقاء ما يوضح المقصود من شواهد وشوارد ، واستيعاب ما يقضي به البحث من استقصاء الآراء وشمول في عرض الأدلّة . ولا يمنعني ذلك من أن أصارح القارئ ، بأنّ بعض ذلك - ولو كان قليلاً - اقتبسه من غيره ، واستفادة من كتب الآخرين ، فمثلاً وجدت بعض ما أشرت إليه اقتفى فيه أثر الشيخ الطوسي رحمه الله ، فأخذه من كتابه المبسوط ، ولكن ليس معنى ذلك انّ جميع ما ذكره من نتف وطرف ، وتحقيق وتدقيق أخذها منه ، لا بل انّ كثيراً من ذلك كان من جهده الخالص ونتيجة بحثه الوافي ، وإن استند في عرضه إلى مصادر أخرى لبيان مختاره ، وإثبات الجديد من بنات أفكاره ، ولا غضاضة
16
نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 16