نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 131
وأيضا فالظاهر من الآيات والأخبار يقتضي طهارة هذا الماء ورفع الحدث به لأنه بعد استعماله في الطهارة الكبرى باق على ما كان عليه من تناول اسم الماء له بالإطلاق ومنزل من السماء . وموت ما لا نفس له سائلة كالذباب والجراد والزنابير والعقارب وما أشبه ذلك لا ينجس الماء ، سواء كان الماء قليلا أو كثيرا جاريا أو راكدا من مياه الآبار أو غيرها ، ولا بأس بالوضوء والغسل بسؤر الجنب ، والحائض على كراهية لسؤر الحائض إذا كانت متهمة وهي التي لا تتوقى من النجاسات ، فأما إذا كانت مأمونة وهي التي تتوقى من النجاسات فلا كراهية في ذلك . وجملة الأمر وعقد الباب أن نقول : الماء على ضربين : جار وواقف . فالجاري طاهر مطهر إلا أن يتغير بعض أوصافه لونه أو طعمه أو ريحه بجسم نجس فإنه ينجس ويطهر بزوال الأوصاف عنه ، والطريق إلى تطهيرها تقويتها بالمياه الجارية ودفعها حتى يزول عنها التغير . [1] والواقف على ضربين : مياه الآبار وغير مياه الآبار . فغير ماء الآبار : على ضربين : قليل وكثير [2] فالكثير ما بلغ كرا فصاعدا على ما مضى بيانه ، فحكم هذا الماء حكم الجاري لا ينجسه شئ يقع فيه من النجاسات إلا ما تغير به أحد أوصافه فإن تغير أحد أوصافه بنجاسة تحصل فيه ، فلا يجوز استعماله إلا عند الضرورة للشرب لا غير [3] .
[1] قارن المبسوط 1 : 6 . . [2] المصدر السابق نفسه . [3] المصدر السابق نفسه .
131
نام کتاب : السرائر ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 131