بها الاستحباب ويشكر اللَّه تعالى عليها ، فيقول [1] : « أشكر نعمة اللَّه لوجوبه قربة إلى اللَّه » ويسجد للشكر فيقول : « أسجد سجدتي الشكر لندبهما قربة إلى اللَّه » . ونية تلاوة القرآن [2] : « أتلو القرآن لندبه قربة إلى اللَّه » . وكذا نية استماعه وكتابته [3] ، وكذا الأحاديث المنقولة عن النّبي صلَّى اللَّه عليه وآله ، والأئمة عليهم السلام فينوي [4] عند كلّ فعل الاستحباب والقربة [5] . وهذا آخر ما أملينا في هذه الرسالة ، ولا يطلب الجزاء عليها إلَّا من اللَّه ، هو حسبنا ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير ، وصلَّى اللَّه على محمّد وآله أجمعين ، برحمتك يا أرحم الراحمين . فرغ محمّد بن المطهّر من إملاء هذه الرسالة وقد بقي من الليل ثلثه . * * *
[1] « ف » « ز » « م » : ثمّ يقول . [2] « م » زيادة : إن كانت واجبة قال : « لوجوبها » . وتعلَّم القرآن واجب ، فمنه ما يجب على الأعيان ، وسورة فاتحة الكتاب عينا ، وسورة غير العزائم لأجل الصلاة على التخيير . وكذا الآيات الدّالَّة على التوحيد فإنّه يجب واحدة منها على التخيير ، ولا يجب الكلّ على الأعيان وغير ذلك واجب على الكفاية ، لا الاكتفاء بالآحاد فيه ، بل إذا قام به عدد يوجب التواتر ، ويحصل العلم بنقله ، فإذا لم يحصل له العلم بذلك فدائما ينوي بتعليمه ويعلَّمه وتلاوة الواجب ، فيقول : « أقرأ القرآن لوجوبه قربة إلى اللَّه » . وترك القرآن وإهماله دائما يقرّب من التكفّر [ كذا في النسخة ] وعند عمله القيام من يحصل التواتر ، وبنقله يجوز له نيّة الندب في تلاوته ، فيقول : . [3] « ز » « م » : وكتبه . [4] « ف » « ز » « م » : ينوي . [5] انظر : الوسائل 1 : 33 : نصوص الباب 5 و 6 من أبواب مقدّمة العبادات ، من نحو : رواية أبي ذر عن رسول اللَّه ( ص ) في وصيّة له ، قال : ( يا أبا ذر ، ليكن لك في كلّ شيء نيّة حتى في النّوم والأكل ) .