نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 9
هل إنه ولد في طوس أو في بلد آخر ؟ هل هو من أهل الناحية الكبيرة من طوس " نوقان " التي تحولت فيما بعد إلى مدينة " مشهد " المقدسة العظيمة ، أم هو من ناحية " طابران " المعبر عنها حاليا ب " شهر طوس " أي مدينة طوس ، والتي كانت محل ولادة ومرقد الشاعر الحماسي الكبير " الفردوسي " ، أو كان من ناحية أخرى في طوس ؟ هل كانت عائلته من أهل طوس ومن طبقة العلماء ورجال الدين هناك ؟ من هم أساتذته ومشايخه في تلك الديار ؟ وهل أقام أثناء هجرته إلى بغداد في مدينة ؟ في أي من المدن العلمية آنذاك ، مثل " نيسابور " و " الري " و " قم " أم لا ؟ وفعلا لا نستطيع الإجابة على شئ من هذه الأسئلة . والقدر المسلم لدينا هو أن الشيخ الطوسي كان ينسب إلى " طوس " ، وقبل قدومه إلى بغداد كان قد قطع شوطا بعيدا في الحصول على المقدمات العلمية التي يحتاج إليها طالب العلم . لأنه بمحض وصوله إلى بغداد بدأ مباشرة جهوده العلمية ، وأخذ يحضر عند الأساتذة الكبار ، كالشيخ المفيد ، كما أنه شرع حين ذاك بتأليف كتابه الكبير في الحديث " تهذيب الأحكام " بما فيه من البحوث الفقهية والأدبية التي سنتعرض لها فيما بعد . فليس لنا إلا الاعتراف بأنه كان مؤهلا بحسب الحصيلة العلمية التي كانت عنده لدى وروده بغداد لدراسة المرحلة النهائية من العلوم العقلية والنقلية . وفي رأينا أنه لو كان للشيخ الطوسي مشايخ مشهورون قبل الهجرة إلى بغداد ، لكان ذكرهم في آثاره وكتاباته ، مع العلم بأنه لم يذكر شيئا عن علماء تلك الديار ، حتى عن والده - لو فرض أنه كان من أهل العلم وأخذ عنه الشيخ - . نعم ، نجد أن العلامة الطهراني صاحب كتاب " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " قد أشار إلى أن " أبا زكريا محمد بن سليمان الحراني " ( أو حمداني ) كان أحد مشايخه ، وتابع في كلامه : " إنه من أهل طوس والمظنون أنه من مشايخه قبل هجرته إلى العراق [2] " وهذا القول ليس إلا مجرد احتمال ، فمجرد نسبة هذا الرجل أي محمد بن سليمان ، إلى طوس غير كاف