نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 308
منها أن الآية فيها تقديم وتأخير ، وتقديرها فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها وتزهق أنفسهم ، فيكون " في الحياة الدنيا " ظرفا لقوله " فلا تعجبك " لا لقوله " ليعذبهم بها " . وقيل أيضا : إن الأموال والأولاد إذا كان عاقبتهما إلى الهلاك و العقاب يجري مجرى العقاب . وقيل إن الله إذا حكم بأن أخذها منهم غنيمة فمتى أخذت كان ذلك عذابا عليهم . مسألة : عن شعيب عليه السلام كيف استجاز أن يرعى بناته وذلك فعل مستقبح من رعيته فكيف منه عليه السلام ، ما وجه العذر في ذلك ؟ . الجواب : العادات في ذلك مختلفة ، وإنما يستقبحها الناس اليوم كما استقبحوا في ذوي الأقدار من الرجال أن يرعوا مواشيهم بنفوسهم وإن فعله موسى عليه السلام وكثير من الأنبياء ، ولا يمتنع أن تكون عاداتهم بخلاف عاداتنا . وقيل إن شعيبا كان منقطعا إلى برية لم يكن فيها من يرعى له بأجرة فاحتاج ما يصلح شأنه من معيشته ولم يكن يتأتى له في ذلك ، لأنه قيل إنه كان أكمه فرعى بناته غنمه ليكون قوتهم من ذلك . مسألة : عن إهلاكه تعالى من أهلك من الأمم الماضية بالمثلات وفيهم الصبيان والمجانين وهو تعالى إنما يفعل ذلك للعقاب وهؤلاء لا ذنب [1] لهم فيستحقون بها عقابا ، فما الوجه في ذلك ؟ . الجواب : من أهلك مع المجرمين من الصبيان والمجانين يفعل بهم ذلك امتحانا ، أو يعوضهم الله على ذلك ويكون فيه خيرا للمكلفين ، وكذلك قال الله تعالى : " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " [2] والفتنة هي الاختبار . مسألة : عن سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار وغيرهم من المنتجبين ، هل كانوا في جملة المنهزمين يوم أحد وحنين أو لم يحضروا ذلك المكان ؟ . الجواب يجوز أن يكونوا لم يحضروا ذلك المكان لبعض الأعذار فإنه
[1] - في نسخة ن : لا ذنوب لهم . [2] - سورة الأنفال ، الآية : 25 .
308
نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 308