responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 132


من ذلك كله إلا موافقة رؤيته في حال الجلوس أو مجيئه ماشيا وإذا ثبت ذلك وجب أن يكون حكم الآية أيضا هذا الحكم .
فإن قيل : ما أنكرتم أن يكون المراد بقوله تعالى " وهم راكعون " أي يؤتون الزكاة متواضعين ! كما قال الشاعر :
لا تهين الكريم 1 علك أن تركع * يوما والدهر قد رفعه وإنما أراد به علك أن تخضع يوما .
قيل له : الركوع هو التطأطؤ المخصوص ، وإنما يقال للخضوع ركوع تشبيها ومجازا لأن فيه ضربا من الانخفاض ، والذي يدل على ما قلناه ما نص عليه أهل اللغة ، ذكر صاحب كتاب العين فقال كل شئ ينكب لوجهه فيمس ركبته الأرض أو لا يمس بعد أن يطأطئ رأسه فهو راكع ، وقال ابن دريد : الراكع : الذي يكبو على وجهه ومنه الركوع في الصلاة ، قال الشاعر :
وأفلت حاجب فوق العوالي * على شقاء تركع في الظراب أي تكبو على وجهها . وإذا ثبت أن الحقيقة في الركوع ما ذكرناه لم يسغ حمله على المجاز من غير ضرورة .
فإن قيل : قوله : " الذين آمنوا " لفظه [ عام ] كيف يجوز لكم حمله على الواحد وهل ذلك إلا ترك للظاهر .
قيل له : قد يعبر عن الواحد بلفظ الجمع إذا كان عظيم الشأن عالي الذكر ، قال الله تعالى : " إنا نحن نزلنا الذكر " 2 وهو واحد ، وقال : " ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها " 3 ، وقال : " إنا نحن نرث الأرض " 4 ، وقال : " رب ارجعون " 5 ونظائر ذلك كثيرة . وأجمع المفسرون على أن قوله " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم " 6 إن المراد بقوله " الناس " الأول [ عبد الله ] بن مسعود الأشجعي ، وقال تعالى " أفيضوا من حيث أفاض الناس " 7 يعني رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقوله تعالى " الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا " 8 نزلت في عبد الله بن أبي سلول ، وإذا كان ذلك مستعملا على ما قلناه ، وكذلك 9 قوله تعالى : " الذين


1 - الفقير . ظ . 2 - الحجر : الآية : 9 . 3 - السجدة : الآية 13 . 4 - مريم : الآية : 40 . 5 - المؤمنون : الآية : 99 . 6 - آل عمران : الآية : 173 . 7 - البقرة : الآية 199 . 8 - آل عمران : الآية 168 9 - فكذلك . ظ

132

نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست