نام کتاب : الرسالة السعدية نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 62
الثاني : أنه يلزم منه الظلم . لأنه إذا كلف العبد لا لغرض الإفادة ، وألزمه مشاق التكليف لا لمنفعة في الدنيا ، ولا في الآخرة . كان ذلك محض الظلم ، وهو تعالى منزه عن ذلك . الثالث : أنه يلزم منه إبطال النبوة [112] ، وذلك موجب الكفر . بيان ذلك : أن دليل النبوة مبني على مقدمة ، وهي أن الله تعالى ، خلق المعجز على يد مدعي الرسالة ، لغرض التصديق ، لأنه لو فعله لا لذلك ، لم يكن دليلا على التصديق . وتمثل المسلمون في ذلك : بمدعي رسالة ملك ، وقال له أيها الملك : إن كنت صادقا في مقالتي فقم ، ليعرف الناس صدق مقالتي ، فقام ذلك الملك طلبا لتصديقه [113] ، وفعل ذلك عدة مرار ، فإن الناس يجزمون بصدقه . ولو قام الملك في كل مرة ، لغرض غير التصديق ، كالملال من ذلك المكان ، وإرادة قضاء الحاجة [114] ، وغير ذلك ، لم يدل على صدقه . وصار بمنزلة ما لو ادعى شخص رسالة رب العالمين . وقال : يا الله ، إن كنت صادقا ، فاطلع الشمس غدا من المشرق . فطلعت على عادتها فيه [115] ، لم يكن دليلا على صدقه ، حيث لم يفعله تعالى لغرض تصديقه ، فإذا انتفى الغرض عندهم ، استحال العلم بصدق مدعي النبوة .
[112] في المخطوطة المرعشية : ورقة 34 ، لوحة أ ، سطر 13 : ( إبطال دليل النبوة ) ، بزيادة كلمة ( دليل ) . [113] وفي النسخة المرعشية : ورقة 34 ، لوحة ب ، سطر 5 : ( طلبا لتصديق ) . [114] كناية عن الذهاب إلى الخلاء ، أو ما يسمى : المرحاض ، أو المرافق ، أو الأدب ، أو ( التواليت ) . [115] في النسخة المرعشية : ورقة 34 ، لوحة أ ، سطر 9 : ( على عادتها منه ) .
62
نام کتاب : الرسالة السعدية نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 62