نام کتاب : الرسالة السعدية نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 42
منها ، أنهم جوزوا رؤية كل موجود ، سواء كان جسمانيا أو مجردا ، فجوزوا : رؤية الشهوة ، والنفرة ، والإرداة ، والقدرة ، والحياة ، والإدراك ، والبقاء ، وغير ذلك من الأعراض التي لا يمكننا أن نراها ، لوجود علة الرؤية وهي الوجود عندهم . ومنها ، أنهم جوزوا أن يرى الأعمى ، الذي لم يخلق الله تعالى له بصرا في أول وقته وهو في المشرق ، نملة صغيرة وهي بالمغرب . وهذا عين السفسطة . ومنها ، أنهم جوزوا أن يكون بين أيدينا جبال شاهقة ، من الأرض إلى عنان السماء ، مشرقة بالألوان النيرة ، مضيئة بوقوع شعاع الشمس عليها وقت الظهيرة ولا حاجب بيننا وبينها ، ولا نشاهدها ، وهذا مكابرة للحس . ومنها ، أنهم جوزوا حصول أصوات هايلة تزعج العالم ، ولا يسمعها القريب منها الصحيح السمع ، ويسمع الأطروش [32] الذي لم يخلق له سمع من مبدأ خلقه وهو بالمشرق ، أخفى صوت بالمغرب . ومنها ، أنهم جوزوا أن يحصل في بلدة عظيمة كبغداد عساكر مختلفة متحاربة بأنواع آلات الحرب ، والناس بينهم يختلفون في التردد بينهم ، والذهاب والعود إليهم [33] ، ويماس بعضهم بعضا ، ولا يسمعون أصواتهم ، ولا يرون صورهم [34] .
[32] بمعنى : الأطرش ، والمأنوس : استعماله اليوم هو كلمة : ( الأطرش ) . [33] وفي المخطوطة المرعشية : ورقة 38 ، لوحة أ ، سطر 6 - 7 : ( في الذهاب والعود . . ) . [34] وفي المخطوطة المرعشية : ورقة 28 ، لوحة أ ، سطر 8 : ( ولا يرون صورهم ، ولا يحسون مساسهم ) .
42
نام کتاب : الرسالة السعدية نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 42