نام کتاب : الجامع للشرايع نویسنده : يحيى بن سعيد الحلي جلد : 1 صفحه : 629
إليه منك ، ولا قوة إلا بالله . وأما حق مولاك : الذي أنعمت عليه ، فإن تعلم أن الله عز وجل جعل عتقك له وسيلة إليه وحجابا لك من النار ، وأن ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم - مكافاة بما أنفقت من مالك - ، وفي الأجل الجنة . وأما حق ذي المعروف : عليك ، فإن تشكره وتذكر معروفه ، وتكسبه المقالة الحسنة ، وتخلص له في الدعاء في ما بينك وبين الله عز وجل ، فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية ، ثم إن قدرت على مكافاته يوما كافأته . وأما حق المؤذن : أن تعلم أنه مذكر لك ربك عز وجل ، وداع لك إلى حظك ، وعونك على قضاء فرض الله عز وجل عليك فاشكره على ذلك شكر المحسن إليك . وأما حق إمامك : في صلاتك فإن تعلم أنه يقلد السفارة في ما بينك وبين ربك عز وجل ، وتكلم عنك ولم تتكلم عنه ودعى لك ولم تدع له ، وكفاك هول المقام بين يدي الله عز وجل ، فإن كان نقص كان عليه دونك ، وإن كان تماما كنت شريكه ، ولم يكن له عليك فضل فوقى نفسك بنفسه ، وصلاتك بصلاته ، فتشكر له على قدر ذلك . وأما حق جليسك : فإن تلين له جانبك ، وتنصفه في مجاراة [1] اللفظ ، ولا تقومن من مجلسك إلا بإذنه ، ومن يجلس إليك [2] يجوز له القيام عنك بغير إذنك . وتنسى زلاته ، وتحفظ خيراته ، ولا تسمعه إلا خيرا . وأما حق جارك : فحفظه غائبا ، وإكرامه شاهدا ، ونصرته إذا كان مظلوما
[1] جاراه في اللفظ : وأفقه فيه ، وفي بعض النسخ " مجازاة " بالمعجمة ولعلها مأخوذة من الجزء ومعناها : تجزئة اللفظ وتقسيمه بين نفسه وبين جليسه فلا يكون متكلما وحده ، ويحتمل أخذها من الجزاء ومعناها : المجازاة والمكافات بالإنصاف . [2] من يجلس إليك : أي الوارد عليك
629
نام کتاب : الجامع للشرايع نویسنده : يحيى بن سعيد الحلي جلد : 1 صفحه : 629